تيزنيت: محمد سليماني
أوقفت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية لتيزنيت قبل يومين صاحب محل لتحضير الأكلات السريعة بحي القدس بالمدينة، ووضعته رهن تدابير الحراسة النظرية، لتقديمه في حالة اعتقال أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية، وذلك على خلفية تعرض فتاتين أخيرا، لتسمم غذائي.
واستنادا إلى المعطيات، فقد جاء توقيف المشتبه فيه، بعدما أثبتت التحاليل عدم ملاءمة المواد الاستهلاكية المستعملة في تحضير الوجبات السريعة لشروط السلامة الصحية، من جهة، ومن جهة أخرى، لكون المعني بالأمر سبق أن وجهت له السلطات المختصة إنذارا بعدما سجلت في حقه مخالفة لشروط السلامة الصحية خلال زيارة سابقة للجنة.
وكانت لجنة مختلطة قد حلت بمحل لتحضير وبيع الوجبات السريعة بالمدينة، وقررت إغلاق هذا المحل مؤقتا إلى حين صدور نتائج التحاليل المخبرية، لمعرفة مدى مطابقة المواد الغذائية المستعملة لمعايير شروط السلامة الصحية. وجاء حلول اللجنة بالمحل التجاري، مباشرة بعدما تعرضت فتاتين لتسمم غذائي بعد تناولهما أطعمة بهذا المحل الموجود بحي القدس، حيث قامت اللجنة بمعاينة المحل، وأخذ عينات من الأطعمة المقدمة للزبناء، كما قررت معاينة كاميرات المراقبة بالمحل، لمعرفة حقيقة تردد الضحيتين على المحل قبيل إصابتهما، وذلك لترتيب المسؤوليات.
وكانت مدينة تيزنيت قد عاشت حالة استنفار يوم ثاني دجنبر الجاري، وذلك على إثر إصابة فتاتين بحالة تسمم بعد تناولهما أكلات سريعة بمحل متخصص بالقرب من مسجد القدس بالمدينة.
وحسب المعطيات، فالضحيتان كانتا متوجهتين نحو مركز للدعم المدرسي يوجد بالقرب من مقر العمالة، وفي طريقهما عرجا على محل لبيع الأكلات السريعة بحي القدس، حيث تناولتا بعض الأطعمة، ثم واصلتا سيرهما نحو مركز الدعم المدرسي، إلا أنهما أحستا بمغص في أمعائهما مصحوب بقيء، إضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة، وسقوطهما أرضا، حيث تجمهر الناس حولهما، وتم الاتصال بسيارة إسعاف نقلتهما على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الحسن الأول بالمدينة، ليتم الاحتفاظ بهما تحت المراقبة خوفا من تدهور حالتيهما، بل إن إحداهما ساءت حالتها في وقت متأخر من الليل حسب مصدر مطلع، قبل أن تتماثلا للشفاء بعد ذلك.
وكشف مصدر محلي أن عددا من محلات تحضير الوجبات السريعة بمدينة تيزنيت تفتقد إلى شروط السلامة الصحية والغذائية، كما أن بعضها يستعمل موادا غذائية مشكوك فيها، غير أن ما يشجع أصحاب هذه المحلات حسب المصدر، هو غياب المراقبة الدائمة والمستمرة، إذ إن لجان المراقبة لا تتحرك إلا عندما يتم تداول إصابة مواطنين بتسممات غذائية في إطار المراقبة البعدية، كما وقع شهر يونيو الماضي، عندما توافد مجموعة من الأشخاص على مستعجلات المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بمدينة تيزنيت، بعدما شعروا بقيء وإعياء وارتفاع في درجة الحرارة، مصحوب بمغص في الأمعاء، حيث أخبروا بعد ذلك بأن الأمر مرتبط بأعراض تسمم غذائي.
وبعد البحث والتقصي، تبين أن جميع المصابين البالغ عددهم 38 شخصا تناولوا وجبات سريعة بمحل تجاري بساحة المشور بالمدينة. وقد جرى تقديم العلاجات الضرورية للمصابين بعين المكان، فيما تم نقل حالات تبين أنها تعاني من مضاعفات خطيرة نحو المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير. و قررت النيابة العامة إيداع صاحب هذا المحل التجاري السجن المحلي بالمدينة، إذ تمت متابعته في حالة اعتقال.