اعتقال سمسار محاكم أمام ابتدائية إنزكان
اعتقلت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بإنزكان سمسارا ينشط في محيط المحكمة الابتدائية لإنزكان، للإيقاع بالمتقاضين عبر النصب عليهم وإيهامهم بقدرته على التدخل لصالحهم في كل القضايا التي تروج بالمحكمة.
وبحسب المصادر، فقد جاء إيقاف هذا السمسار بناء على تعليمات وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية لإنزكان، الذي توصل بشكاية ضد المتهم، تتعلق بالسمسرة بمحيط المحكمة الابتدائية بإنزكان، وبمحكمة الاستئناف بأكادير، حيث يوهم المتقاضين بقدرته على القيام بالوساطة بين المتقاضين والقضاة.
كما يعرض عليهم جلب شهود الزور للإدلاء بشهاداتهم في بعض الملفات الجنحية المعروضة على المحكمتين، وذلك مقابل مبالغ مالية.
وتم اعتقال الظنين غير بعيد عن المحكمة الابتدائية لإنزكان، والتي كان دائم التردد عليها، رغم أنه ليس متقاضيا، وإنما كان تردده عليها بهدف الإيقاع بضحايا جدد، وإيهام الضحايا الذين سبق أن قام بالنصب عليهم، بكونه دائم الوجود بعين المكان للتدخل لصالحهم.
وبحسب المعطيات، فإن محيط المحكمة الابتدائية لإنزكان كان يعرف وجود العديد من سماسرة القضايا المعروضة على المحكمة، ذلك أنه بعد تضييق الخناق عليهم من داخل المحكمة، وتتبع تحركاتهم، أصبح عدد منهم ينشط خارجها.
إلا أنه منذ أشهر عديدة، توالت عمليات الإيقاع بهؤلاء السماسرة من قبل النيابة العامة، والذين استوطنوا بهو المحكمة، وبين قاعات جلساتها، وبالقرب من مكاتب النواب والقضاة، وفي محيطها، بحثا عن ضحاياهم بعناية.
ومكن كمين محكم نصب أخيرا من الإطاحة بسمسار آخر يحترف النصب والاحتيال بمحيط المحكمة الابتدائية لإنزكان، حيث اعتاد التربص بضحاياه، مدعيا أن له علاقة نفوذ ومعرفة بعدد من القضاة والموظفين، وأنه بإمكانه تخليصهم من كل القضايا بسهولة ودون عناء.
وبحسب المعطيات، فقد جاء الإيقاع بهذا السمسار البالغ من العمر 40 سنة، بعدما أوهم متقاضية بإمكانه التدخل لحل مشكلتها، بعد أن رفعت ضدها جارتها دعوى قضائية بالمحكمة، حيث طالبها بتمكينه من مبلغ مالي قدره 2000 درهم، مقابل إلغاء الشكاية ضدها. إلى ذلك، قامت المتقاضية بإخبار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية لإنزكان بالأمر، وتدخل شخصيا عبر إصدار تعليماته للشرطة القضائية بالمدينة من أجل إيقاف المشتبه فيه، من خلال نصب كمين للإيقاع به، بعدما أوهمته المتقاضية بأنها تنتظره قرب أحد المتاجر الكبيرة بإنزكان لتسليمه المبلغ المالي.
وقبل ذلك بأيام قليلة أيضا تمكنت كذلك عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن إنزكان، بتعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة، من الإيقاع بوسيط آخر (سمسار) يحترف عمليات النصب والاحتيال على عدد من المتقاضين وأقاربهم، حيث يقدم نفسه إليهم بأن له علاقات ونفوذ داخل المحكمة، وبين موظفيها وقضاتها.
ويتخذ هذا الوسيط من محيط المحكمة والمنطقة المجاورة لها مكانا لاقتناص ضحاياه، الذين يفدون إلى المحكمة من أجل متابعة جلسات محاكمة أقاربهم وذويهم، حيث يقدم نفسهم إليهم بأنه قادر على فك قضاياهم، مقابل مبالغ مالية.
إنزكان: محمد سليماني