اعتقال “زانزان” بتهمة تشويه وجه طليقته المعاقة بفاس

فاس: لحسن والنيعام

لم تمر سوى أشهر على قضية وفاة طليقة متأثرة بالإصابات التي تعرضت لها في قسم المستعجلات بمستشفى ابن الخطيب بفاس، نتيجة حصص تعذيب استمرت لعدة أيام من الاحتجاز في منزل طليقها حديث العهد بمغادرة السجن بالحي الحسني بمقاطعة المرينيين، وانتهت بإجبارها على ممارسة الجنس مع الكلاب، بعدما مارس عليها أصدقاؤه الجنس، حتى تفجرت في المقاطعة ذاتها، قضية تعذيب أخرى، المتهم فيها طليق له سوابق قضائية عديدة جرى اعتقاله يوم أول أمس الأربعاء، بينما الضحية طليقة تعاني من إعاقة على مستوى النطق، قالت والدتها إن المتهم قد سبق له أن حاول إحراقها، قبل أن يلحق بها أضرارا بليغة على مستوى الوجه باستعمال السلاح الأبيض.

وذكرت ولاية أمن فاس بأنها أوقفت المتهم المعروف بلقب “زانزان” في قضية تعريض طليقته المعاقة لجروح كادت أن تسبب لها في عاهة مستديمة بعدما اعتدى عليها بالسلاح الأبيض، وهو الاعتداء الذي تعود وقائعه إلى نهاية شهر رمضان الماضي. وكشفت المعطيات أن المتهم سبق له أن ألحق أضرارا بوجه والدة طليقته، كما اعتدى على والدها، وأجبر أخوات الضحية على ملازمة البيت خوفا من مطارداته لهن.

وذكرت المصادر أن المتهم أصر على أن تتنازل الطليقة عن النفقة التي تراكمت عليه، قبل أن يقدم على تشويه وجهها باستعمال السلاح الأبيض، وقالت ولاية أمن فاس إن المتهم بتنفيذ هذا الاعتداء قد تم اعتقاله، مضيفة بأنه تمكن من الفرار مباشرة بعد ارتكابه للاعتداء، حيث اتجه صوب مدينة مكناس بعد علمه بالبحث الذي تباشره مصالح الشرطة في حقه. وقالت مصادر محلية إنه سبق له أن أمضى أربعة أشهر حبسا نافذة بتهمة الاعتداء بالسلاح الأبيض على والدة طليقته.

وكشفت التحريات عن أن الخلافات بين الطرفين، قبل الطلاق، تعود إلى إدمانه على استهلاك المخدرات، ورفضه الخروج للبحث عن العمل، إذ ظل يجبر زوجته على منحه المال، وعندما لا تجد ما تمنحه له يعرضها لشتى أنواع الإساءة، ويطردها إلى منزل أسرتها. وفي بعض الأحيان يغلق عليها باب البيت الذي يقطنه، قبل أن تصل الإساءة إلى محاولة إحراقها له، مما دفعها إلى مغادرة بيت الزوجية، ومعها طفلتين صغيرتين، ومباشرة إجراءات التطليق.

 وأكدت ولاية أمن فاس أن توقيف “زانزان” يندرج في سياق التفاعل الإيجابي والسريع لمصالح الأمن الوطني مع جميع الشكايات الواردة عليها بشكل مباشر، وكذا الأشرطة والتدوينات المنشورة بوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. وكانت المقاطعة قد اهتزت على وقع مقتل طليقة متأثرة بتداعيات احتجازها وتعذيبها من قبل زوجها السابق، وتركت وراءها رضيعا لا يتجاوز عمره 6 أشهر، في حين جرى توقيف المتهم وتقديمه للمحاكمة.