بعد اختفائه عن الأنظار لأسبوعين تقريبا وعدم تفاعله مع استدعاءات السلطات القضائية والأمنية المتكررة، اضطرت عناصر الشرطة القضائية بأمر من النيابة العامة إلى مباغتة رئيس جماعة قروية بتارودانت ينتمي لحزب العدالة والتنمية بإحدى الشقق المفروشة وسط مدينة أكادير ليلة الجمعة السبت الماضية، وذلك تفعيلا لمذكرة البحث التي ظلت تلاحقه لأسبوعين.
وذكرت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» أن مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بتارودانت تسلمت رئيس الجماعة مباشرة بعد اعتقاله من طرف نظيرتها بمدينة أكادير، حيث وضع رهن الحراسة النظرية من أجل إخضاعه للبحث حول الاتهامات الموجهة إليه من طرف عامل إقليم تارودانت تفيد تعرض هذا الأخير للسب والشتم وترويج معطيات كاذبة عن تدخلات السلطة المرتبطة بجائحة كورونا
وكانت مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بتارودانت قد باشرت تحقيقا في قضية وصفت بالخطيرة تتعلق باتهام عامل الإقليم لرئيس جماعة من حزب العدالة والتنمية بشتمه وسبه بنعوت بذيئة وتوجيه ادعاءات مغلوطة وزائفة حول العمالة ارتباطا بجائحة كورونا.
وكانت الخبرة العلمية التي أجريت بالمختبر المركزي للدرك التابع للقيادة العليا للدرك الملكي بالعاصمة الرباط، على تسجيل صوتي كان قد تضمن اتهامات لعامل الإقليم رافقها سب وشتم لشخصه، أقرت بتطابق الصوت مع صوت رئيس الجماعة القروية المنتمي لحزب البيجيدي، الذي سبق له أن تشبث بالإنكار في مواجهة شكاية عامل الإقليم، نافيا ضلوعه في تسجيل «الأوديو» الخطير الذي تم ترويجه بين ساكنة الإقليم على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري.
وحسب مصادر الجريدة، فقد قطعت الخبرة المنجزة حول التسجيل الصوتي بمختبر الفرقة الوطنية للدرك بالرباط الشك باليقين، وأكدت مضمون الشكاية الرسمية التي تقدم بها ممثل وزارة الداخلية بإقليم تارودانت للنيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بالمدينة، حيث نسبت الصوت بنسبة مائوية كبيرة لرئيس الجماعة المنتمي لحزب العدالة والتنمية، قبل أن يتم اعتقاله في وقت متأخر من ليلة الجمعة الماضية بأكادير ونقله على عجل إلى تارودانت لإخضاعه للأبحاث اللازمة تحت إشراف النيابة العامة التي أمرت باعتقاله ووضعه رهن الحراسة على ذمة التحقيق.
وكان عامل إقليم تارودانت وبعد موافقة الوزارة الوصية تقدم بشكاية للنيابة العامة على خلفية تداول شريط صوتي عبر تطبيق «الواتساب» منسوب لرئيس جماعة معروف بالإقليم ينتمي لحزب البيجيدي ويتحدر من أسرة معروفة بسوس، حيث تفاعل معها وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتارودانت بالجدية اللازمة، وقام بتحويلها إلى الأجهزة الأمنية المختصة بولاية أمن أكادير والمنطقة الأمنية بتارودانت من أجل تحديد المسؤوليات والمتورطين في إهانة مسؤول ترابي رفيع المستوى بالإقليم.
وقد تضمن الشريط الصوتي الذي تم تداوله على نطاق واسع بتراب الإقليم بمختلف وسائط التواصل الاجتماعي، اتهامات خطيرة وجهت بالإسم لعامل الإقليم من طرف مسؤول البيجيدي حيث نهل من قاموس الشتم والسب أقبح النعوت القدحية. فضلا عن اتهامه سلطات الإقليم بالتقصير في مواجهة جائحة كورونا، في الوقت الذي شهد الجميع بنجاعة أهمية البروتوكول العلاجي والتنظيمي الذي أشرف عليه عامل الإقليم شخصيا رفقة الأطقم الطبية والأجهزة الأمنية وباقي المتدخلين .