منذ شهور ووزارة العدل الأمريكية تشن حملات ضد الباحثين الصينيين العاملين في المختبرات الأمريكية للحد من سرقة الأبحاث العلمية، والتي كشفت تورط دكتور أمريكي وباحثين صينيين.
تم إلقاء القبض على أحد الأعلام العلمية ورائد في مجال الإكترونيات النانوية في جامعة هارفرد الأمريكية، الدكتور تشارلز م. ليبر، بسبب تهم تتعلق بالإدلاء بمعلومات خاطئة للحكومة الأمريكية حول سرقة أبحاث علمية من المختبرات الأمريكية في أبريل 2018 ويناير 2019 وتقديمها للصين مقابل مبالغ ضخمة .
وتم اتهام الدكتور ليبر جراء مشاركته معلومات جد حساسة مع مسؤولين صينيين، وإخفائها على الجامعة والمعهد الوطنية للصحة ووزارة الدفاع بتمويل من الصين. وقد خلف اعتقاله حالة من الصدمة خصوصا وأنه ينتمي للجامعة منذ تعيينه عام 1991 ، الأمر الذي دفع بالجهات المسؤولة لاتخاد تدابير جديدة من بينها فحص مصادر التمويل الدولي للعلماء.
وتزعم وزارة العدل الأمريكية أن الدكتور ليبر أصبح عالما استراتيجيا في جامعة ووهان للتكنولوجيا في الصين منذ عام 2011 دون علم جامعة هارفرد وأنه شارك في برنامج ألف موهبة الصيني لما يقرب 5 سنوات وتحديدا بين العامين 2011 و 2017 ، مع العلم أن وزارة الطاقة الأمريكية كانت قد منعت علماءها من المشاركة في برامج استقطاب المواهب التابعة لحكومات أجنبية ، مبررة ذلك بمخاوف مرتبطة بالأمن القومي والمنافسة، وفي خبايا هذا القرار كانت تستهدف تحديدا برنامج ألف موهبة الصيني.
وقالت وزارة العدل الأمريكية أن إصدارها لمذكرة اعتقال الدكتور بني على خطر البرنامج الذي يسعى إلى جذب المواهب الصينية و الخبراء الأجانب لتقديم معارفهم وخبراتهم إلى الصين مقابل مكافآت على الملكية الفكرية المسروقة.
ويزعم المحققون أن خلال فترة عمل الدكتور ليبر مع جامعة ووهان للتكنولوجيا ومشاركته في برنامج ألف موهبة تقاضى أموالا طائلة، حيث كان يدفع له مبلغ 50000 دولار أمريكي شهريا مع منحه مبلغ 158000 دولار أمريكي سنويا لتغطية نفقاته الشخصية، إلى جانب جائزة قدرها 1.5 ملىون دولار أمريكي لإنشاء مختبر للأبحاث في نفس الجامعة.
أبحاث الدكتور ليبر كانت في غاية السرية مع المعهد الوطني للصحة ووزارة الدفاع الأمريكيين، و كانا يمنحانه مبالغ أخرى على شكل منح وصلت قيمتها إلى أكثر من 15 مليون دولار أمريكي.
وأدت الحملات التي شنتها وزارة العدل إلى اعتقال الباحث في مجال الخلايا السرطانية في جامعة بوسطن، زاوسونغ تشينغ، الذي ألقي القبض عليه متلبسا وهو يغادر الولايات المتحدة ، مهربا 21 قارورة من الخلايا التي قام بسرقتها من مختبر ديكونس. ولاحقا اعترف أنه كان يهدف إلى نشر البحث المسروق باسمه في الصين.
ومن بين المتورطين الذين أطاحت بهم الحملة، الباحثة يانكينغ يي التي كانت تجري أبحاثا قي قسم الفيزياء والكيمياء والهندسة الطبية الحيوية بجامعة بوسطن قبل أن تغادر إلى الصين. وقال المحققون إنها أخفت حقيقة أنها كانت ملازمة في جيش التحرير الشعبي الصيني، وثبت أنها كانت مستمرة في تنفيد مهامها أثناء تواجدها بالجامعة. وقد اتهمت بتزوير التأشيرة وبإدلائها بتصريحات كاذبة وعملها كوكيلة لحكومة أجنبية وأيضا التحايل والتآمر. ولم يتم اعتقالها نظرا لتواجدها بالصين خلال فترة إصدار مذكرة اعتقال في حقها.
وتعليقا على كل هذه الأحداث، قال مسؤول أمريكي إن الصين تشكل تهديدا كبيرا وخطيرا على الأمن القومي والازدهار الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية.