علمت «الأخبار»، من مصادر جيدة الاطلاع، أن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط أمر، مساء الاثنين الماضي، بإيداع ابن مقاول ثري رفقة خمسة أشخاص (فتاتان في العشرينات وثلاثة متهمين اثنان منهم من ذوي السوابق القضائية المتعددة)، سجن العرجات 1 و2، وكذا إيداع قاصرتين إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالدار البيضاء.
وتمت إحالة المتهمين على قاضي التحقيق من طرف النيابة العامة المختصة، حيث التمست إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية في حالة اعتقال، حول التهم المنسوبة إليهم، وهي السرقة الموصوفة باستعمال ناقلة بدون إذن مالكها، والسياقة في حالة سكر والسياقة بدون رخصة، واستهلاك المخدرات وعدم الامتثال ومحاولة الاختطاف ومحاولة الاغتصاب وخرق حالة الطوارئ، وهي الجرائم ذاتها التي تضمنتها محاضر الضابطة القضائية بالمركز الترابي للدرك الملكي ببوقنادل التابع لسرية سلا، حيث خضع المتهمون لتحريات تمهيدية تحت إشراف النيابة العامة بعد إيقافهم ووضعهم تحت الحراسة النظرية والمراقبة الأمنية.
تطورات هذه القضية انطلقت من شكاية تقدم بها نجل مقاول ثري يقطن بحي الرياض، لمصالح الدرك الملكي ببوقنادل، مساء الجمعة الماضي، تفيد بتعرضه للسرقة من طرف مجهولين، بعد أن قاموا بالسطو على سيارته الفارهة فضلا عن مبالغ مالية. ومع مجريات البحث الأولي الذي باشرته عناصر الدرك تفاعلا مع الشكاية، تبين أن الحادث ينطوي على معطيات مثيرة يوجد ابن المقاول في قلب أحداثها، وتتعلق بسكر وعربدة وسرقة ومحاولة اختطاف قاصرتين ومحاولة اغتصابهما من طرف أشخاص كانوا برفقة ابن المقاول، بعد أن نجحوا في السطو على سيارته.
وحسب معطيات الملف، فقد تمكنت عناصر الدرك الملكي من إيقاف ثلاثة متهمين، من مواليد 1985 و1996 و1998 أحدهم ابن رجل أمن سابق عديم السوابق القضائية، والآخران من ذوي السوابق القضائية ينحدران من مدينة سلا، رفقة فتاتين من مواليد 2001 و2002 إحداهما نجلة كولونيل سابق بإحدى مدن الشمال، وكذا القاصرتين وهما من مواليد 2003 و 2004 اللتين حاول الجانحان اختطافهما من أجل اغتصابهما.
مصادر الجريدة أكدت أن توقيف السيارة التي كانت تقودها فتاة لا تتوفر على رخصة سياقة وفي حالة سكر طافح، اخترقت سدا قضائيا ببوقنادل قبل توقيفها وسط الرباط، من طرف مصالح الشرطة بالمدينة التي دخلت على الخط بتنسيق مع عناصر الدرك، وذلك في حدود الساعة الثالثة صباحا، حيث تمت محاصرة السيارة الفارهة واعتقال المتهمين والفتيات.
التحريات الأولية التي باشرتها عناصر الدرك الملكي ببوقنادل بعد إيقاف المتهمين، كشفت الرواية الحقيقية خاصة على لسان القاصرتين، حيث أكدتا أنهما كانتا برفقة ابن المقاول صاحب السيارة والفتاتين اللتين قامتا باستدعائهما للمشاركة في السهرة الماجنة، حيث تناول الجميع الخمر والمخدرات، قبل أن يلحق بهما الجانحان صاحبا السوابق القضائية اللذان حجزت مصالح الدرك بحوزتهما أسلحة بيضاء، واللذان قاما بسرقة السيارة واختطافهما تحت طائلة التهديد صوب غابة مجاورة للمعمورة من أجل اغتصابهما، قبل أن تتدخل مصالح الدرك التي تم إخبارها من طرف ولد الفشوش الذي اختزل كل الوقائع التي كان طرفا فيها بهجوم تعرض له من طرف مجهولين، دون توضيح ملابسات وحقيقة الواقعة التي كادت تنتهي باغتصاب القاصرتين وارتكاب حادثة سير.