مرة أخرى، اهتز إقليم أزيلال على وقع جريمة تحرش بطلها أستاذ وضحاياها قاصرون. فبعد الفاجعة الصادمة التي عرفتها إحدى الجماعات القروية بضواحي المدينة في الثامن من أكتوبر الماضي، حيث أقدم رجل تعليم على اغتصاب طفلة في الرابعة من عمرها، سجلت السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي بجماعة أيت مجدن، مساء السبت الماضي، فضيحة جديدة صادمة بالنظر للوقائع التي تخللتها، حيث أقدم أستاذ للغة الفرنسية يبلغ من العمر 52 سنة ويدرس بإحدى المجموعات المدرسية التابعة لقيادة واولة بإقليم أزيلال على ولوج المؤسسة في حالة سكر طافح وارتكاب جناية التحرش بتلميذات قاصرات وتصويرهن في أوضاع غير لائقة واستغلالهن في أعمال التنظيف بسكنه الوظيفي المجاور للمؤسسة التي يشتغل بها.
وحسب مصادر جيدة الاطلاع، فقد تم اعتقال الأستاذ ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بمقر المركز الترابي للدرك بأيت شواريت من أجل إخضاعه للبحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف ببني ملال، وقد تم عرضه، صباح أمس الثلاثاء، على أنظار الوكيل العام للملك بالمحكمة نفسها من أجل متابعته بالتهم الخطيرة المنسوبة إليه.
وذكرت المصادر أن الفضيحة تفجرت، مساء السبت الماضي، بعد تداول أخبار وصفت بالخطيرة وسط أهالي الدوار، تتحدث عن تصرفات مشبوهة منسوبة للأستاذ المتهم، أكدها تقرير رسمي تقدم به مدير المجموعة المدرسية التي يشتغل بها المشتبه به، يتعلق بولوجه الفصل وهو في حالة سكر طافح.
وأفادت مصادر «الأخبار»، نسبة إلى شهادات التلميذات الضحايا وهن من مواليد 2009 و2010 و2011، بأن الأستاذ المتهم قام بدعوتهن إلى سكنه الوظيفي المجاور للمؤسسة، بهدف مساعدته على تنظيفه، قبل أن يلتحق بهن، ويطلب منهن القيام بسلوكات شاذة مستغلا براءتهن التامة، حيث دفعهن إلى غسل وتنظيف رجليه وتقبيلهما بشكل جماعي، خاصة أصابعه، إضافة إلى ممارسات أخرى شاذة ربما لم تتمكن الضحايا القاصرات من وصفها للمحققين بشكل جيد بالنظر لغرابتها ومنسوب «الشذوذ» فيها.
وأكدت مصادر الجريدة أن التحريات المنجزة مع الأستاذ المعروف بإدمانه على شرب الخمر، امتدت لهاتفه النقال، حيث أمرت النيابة العامة المختصة بإخضاعه للتفتيش والبحث التقني، قبل أن يتعرض متتبعو الفضيحة بمن فيهم المحققون لصدمة كبيرة، بعد العثور على صور ومقاطع فيديو تعمد المتهم تصويرها والتقط فيها تحديدا مؤخرات الضحايا وهن بصدد كنس وتنظيف منزله، قبل أن يختم «شذوذه» باحتجاز إحداهن بالبيت وتحرير زميلاتها، حيث عرضها لتحرش وممارسات شاذة تعكف الأبحاث الأمنية والقضائية على تحديد طبيعتها ومستواها، انطلاقا من تصريحات الطفلة الضحية نفسها، التي لم يتجاوز عمرها 10 سنوات.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن الواقعة استنفرت كل الأجهزة الترابية والأمنية والقضائية بالإقليم والمنطقة تحديدا، حيث لولا تدخل أحد أعوان السلطة ومدير المؤسسة اللذين قاما بإبلاغ المسؤولين لكانت حصيلة الضحايا أكبر، بتمادي المتهم في إضافة تعريض ضحايا أخريات من التلميذات للشطط والشذوذ والتصوير.
ولم تستبعد المصادر ذاتها أن تكشف التحقيقات التفصيلية التي ينتظر أن يباشرها قاضي التحقيق مع المتهم خلال الأيام القليلة المقبلة عن تطورات بالغة الخطورة مرتبطة بارتكاب الأستاذ المشتبه به جرائم مماثلة في حق تلميذات في أوقات سابقة، خاصة أنه قضى بالمنطقة والمجموعة المدرسية سنوات عديدة.
يذكر أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ببني ملال كان قد أحال، في الثامن من أكتوبر الماضي، أستاذا للتعليم في حالة اعتقال على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها بتهمة اغتصاب طفلة من مواليد 2017 مع افتضاض بكارتها، حيث قرر قاضي التحقيق إيداعه سجن بني ملال.