أكادير: محمد سليماني
تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن أكادير، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء الجمعة الماضي، من إيقاف أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في سياقة دراجات نارية بطريقة استعراضية وخطيرة بالشارع العام، وتعريض أمن المواطنين ومستعملي الطريق للخطر.
وكانت مصالح ولاية أمن أكادير قد تفاعلت بسرعة وجدية كبيرتين مع تسجيل فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مجموعة من الأشخاص يقومون بمناورات استعراضية وخطيرة في الشارع العام بواسطة الدراجات النارية. وأسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة في إطار هذه القضية عن تحديد هويات المشتبه فيهم، قبل أن يتم اعتقال أربعة منهم، مساء الجمعة المنصرم.
وتم إخضاع الموقوفين للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بينما تم إيداع الدراجات النارية المستعملة في هذا النوع من السياقة الخطيرة بالمحجز البلدي على ذمة البحث المتواصل في هذه القضية.
وحسب مصادر متطابقة، فإن مجموعة من الجانحين والمراهقين رفقة بعض الفتيات يحتلون بعض الأزقة بأكادير، ويحولونها إلى حلبة لسباقات الدراجات والألعاب البهلوانية بواسطة الدراجات النارية، الأمر الذي يجعل سكان بعض أحياء المدينة غير قادرين على مغادرة منازلهم للتبضع أو لقضاء أغراضهم، بعدما أصبحت أحياؤهم يفد عليها مجموعة من الجانحين ومروجي المخدرات، والذين يقومون بكراء الدراجات النارية لبعض التلاميذ والتلميذات من أجل التسابق والقيام ببعض الألعاب والحركات بواسطة هذه الدراجات. وتبدأ هذه العملية منذ ساعات الصباح الأولى إلى حدود منتصف النهار، ومن الساعة الثالثة بعد الزوال إلى حدود الثامنة مساء بشكل يومي، الأمر الذي أصبح يؤرق سكان بعض الأحياء. وأفاد عدد من السكان في تصريحات متطابقة بأن أبواب منازلهم أصبحت محتلة بمجموعات متفرقة من الشباب الذين يفضلون الجلوس أمام المنازل، من أجل تبادل أعقاب السجائر وغيرها من المخدرات، وما أن يبادر أحد السكان إلى محاولة منع هؤلاء من الجلوس أمام منزله، حتى ينهالون عليه بالسب والشتم ومحاولة الاعتداء. كما أن عددا من النساء والفتيات القاطنات ببعض الأحياء يتحاشين الخروج وحيدات خلال النهار، خوفا من هؤلاء الجانحين كما هو الشأن بالحي السويسري.
إلى ذلك، تلاحق مصالح الأمن أصحاب دراجات يبثون أشرطة على الشبكات الاجتماعية، خاصة المراهقين منهم، وباتوا يشكلون خطرا على الطرق المحلية، في وقت كانت تعليمات أمنية صارمة تلقتها مختلف المصالح التابعة لولاية أمن أكادير، بهدف تطبيق القانون، وزجر المخالفين، لمواجهة ما أصبح يعرف بـ«السياقة الاستعراضية» باستعمال الدراجات النارية، التي تجوب شوارع المدينة، وباتت تبث الرعب في صفوف الجميع، كما تسببت في حوادث مميتة لمرات متكررة، وأضحت كابوسا مرعبا. وتعمل المصالح الأمنية بأكادير بين الفينة والأخرى على حجز الدراجات النارية المستعملة في السياقة الاستعراضية، وتم تقديم سائقيها أمام النيابة العامة، لتورطهم في خرق قوانين السير وعدم احترام السلامة الطرقية، وتعريض مستعملي الطريق للخطر عن طريق القيام بألعاب بهلوانية.
