طانطان: محمد سليماني
تواصل مجموعة من النساء اعتصامهن، قبالة بوابة عمالة إقليم طانطان، منذ ما يقارب الشهر، وذلك احتجاجا على توقيف بعض البطائق، والامتناع عن صرف بعضها الآخر لفائدة مجموعة من النساء والمعوزات.
واستنادا إلى المصادر، فإن تسجيل اقتطاعات مالية من بعض البطائق، وتحويل بعض البطائق الكاملة الأخرى إلى أنصاف فقط، بعدما كان أصحابها يتقاضون أجرتها كاملة أشعل فتيل احتجاجات واعتصامات مستمرة يوميا أمام باب عمالة الإقليم، بعدما تم قبل ذلك سحب بعض بطائق الإنعاش الأخرى من أصحابها، فيما لم يتم إرجاع أخرى كانت السلطات الإقليمية قد عملت على سحبها من قبل في ظروف «غامضة».
وكان عدد من عمال وعاملات الإنعاش الوطني قد نظموا، قبل أسابيع، وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليم طانطان، وذلك من أجل التنبيه إلى «الاختلالات»، و«الخروقات» التي يعرفها هذا الملف الذي تتداخل فيها رغبات فئات نافذة ومنتخبة ومسؤولة متعددة، تسعى كلها إلى الإجهاز على مكتسبات عدد من العمال.
وبحسب المعطيات، فقد طالب العمال والعاملات المحتجون بضرورة تدخل المصالح المركزية لوزارة الداخلية، بعدما عجز المسؤولون محليا عن حل هذا الملف العالق، من أجل فتح ملف الإنعاش الوطني، والتدقيق في هويات المستفيدين من أمواله، خصوصا في ظل وجود عشرات الأشخاص والنساء المستفيدين، والذين يظهرون على رأس كل شهر لاستخلاص أموالهم، بل منهم أفراد لا يحضرون أيضا إلى ذلك المكان، بل يتوصلون بالمبالغ المخصصة بطرق «غامضة»، وذلك مخافة إثارة الشبهات، لأن البعض منهم من الطبقات الميسورة التي هي في غنى عن ذلك، ثم أيضا مخافة اكتشاف أن البعض لا يقوم بأي عمل يستحق عليه ذاك الراتب الشهري.
في المقابل يرفض عمال الإنعاش أن يبقى بعض زملائهم العاملين مطاردين بقوة العمل وكثرته واستمراره بشكل دائم، في الوقت الذي يوجد فيه بعض المستفيدين من بطائق الإنعاش لا يقومون بأي عمل يذكر. وقد سُجل أن بعض أعيان القبائل وشيوخها قاموا بسحب بعض البطائق من بعض أفراد القبائل وتحويلها إلى أشخاص آخرين بدافع القرابة العائلية وغيرها من المبررات، ولجوئهم أحيانا إلى تقسيم البطاقة بين عائلتين أو ثلاث.
ومن بين الملفات الشائكة التي يعرفها هذا القطاع، عدم وضوح المعايير الخاصة بالترقية من عامل خاص (OS) إلى عامل مؤهل (OQ)، والتعويض عن كل حوادث الشغل، ثم إحداث تعويض لعمال الإنعاش الملحقين في المقاطعات والجماعات الترابية وكل القطاعات. ومن بين «الاختلالات» الأخرى التي يعرفها هذا الملف، تلك المتعلقة بسياسة الكيل بمكيالين، ذلك أن هناك عمالا قضوا أزيد من 20 سنة في هذا القطاع، إلا أنهم ما أن وافتهم المنية حتى تم تحويل بطائقهم إلى آخرين، في المقابل كان بعض الأشخاص يستفيدون من بطائق إنعاش، وبمجرد ما ولجوا الوظيفة العمومية، حتى تم تحويل البطاقة إلى أحد أبنائهم وأفراد أسرهم.