محمد سليماني
أثار تعرض طالب بكلية الطب والصيدلة بأكادير لاعتداء من قبل مجهولين عبر رشقه بالحجارة والقنينات الزجاجية، أثناء خروجه من المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، متجها صوب سيارته خارج أسوار المشفى، يوم السبت المنصرم ليلا، غضب طلاب كلية الطب والصيدلة.
وبحسب المصادر، فإن زملاء الطالب الطبيب قرروا تنظيم وقفة احتجاجية داخل أسوار المستشفى الجهوي الحسن الثاني تضامنا مع الضحية، ومن أجل التنديد بما أسموها الإهانة والأخطار التي أصبح الطلاب الأطباء عرضة لها، كما هددوا بإضراب مفتوح عن التداريب الاستشفائية داخل المستشفى.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن ما زاد من غضب طلاب كلية الطب هو ما أسموها «تجاوزات» إدارة المستشفى الجهوي الحسن الثاني، التي مست بحقوق طلاب الكلية عبر منعهم من إدخال سياراتهم الخاصة إلى فضاءات المستشفى، أثناء ممارستهم لتداريبهم الاستشفائية ومداوماتهم الليلية والنهارية، وذلك في ظل غياب قاعات استراحة ومراكز محروسة. وبحسب طلاب كلية الطب، فقد رفضت إدارة المشفى السماح للطلاب الأطباء بركن سياراتهم داخل أسوار المستشفى الممتد على مساحة شاسعة، رغم النقاش المطول مع الإدارة في هذا الشأن، ورغم الشكايات المتعددة بخصوصه.
ويتجدد الخلاف بين الفينة والأخرى ما بين إدارة المستشفى الجهوي والطلاب الأطباء حول مسألة دخول سيارات هؤلاء إلى المستشفى، في ظل السماح للأطباء العاملين والمقيمين بإدخال سياراتهم إلى المشفى وركنها بالقرب من المصالح والأقسام العاملين بها، بينما يتم منع ذلك الامتياز على الطلاب الأطباء، مع العلم أن المادة 84 من القانون الداخلي للمستشفيات تمنع دخول عربات الزوار فقط، بينما تعطي المادة التنظيمية نفسها الحق لمدير المستشفى أو من يعينه بإعطاء إذن السماح بدخول السيارات إلى المستشفى. وتوضح الفقرة الثانية من المادة نفسها أنه يجب أن تركن العربات التابعة للموظفين بالمستشفى في الأماكن المخصصة لها.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تعرف فيها العلاقة ما بين طلاب كلية الطب والصيدلة وإدارة المستشفى الجهوي تشنجا واضطرابا، بل إن خلافات عميقة سجلت قبل أشهر فقط، بعدما فجرت كل من اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بأكادير، وجمعية الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي لأكادير قنبلة من العيار الثقيل، بعدما أعلنتا عدم أهلية المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتكوين أطباء داخليين وأخصائيين، وهو ما يجعل جودة تكوين الأطباء الذين يدرسون بكلية الطب بأكادير على المحك، ما أدى إلى حرمانهم من اختيار التخصصات الطبية التي يرغبون فيها. كما طالب الأطباء الداخليون والمقيمون بضرورة إيجاد حلول بديلة وعاجلة لإنقاذ تكوينهم الطبي، نظرا لعدم انتهاء الأشغال بالمستشفى الجامعي المحاذي لكلية الطب.