محمد وائل حربول
منذ انطلاق الحملة الانتخابية في 27 غشت الماضي، برزت ظاهرة الاعتداءات بين عدد من منتسبي الأحزاب السياسية، في مجموعة من مناطق المغرب، حيث تعرض، الأربعاء الماضي، المستشار البرلماني مولود اسقوقع عن الاتحاد الاشتراكي، لهجوم عنيف بالسلاح الأبيض ليصاب في وجهه بجروح غائرة نقل إثرها مباشرة إلى المستشفى الإقليمي بمدينة الجديدة لتلقي العلاج.
الاعتداء أثار موجة من السخط داخل حزب الاتحاد الاشتراكي، حيث أكد مصدر مطلع أن المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب طلبا من الكاتب الأول ادريس لشكر التدخل بنفسه في الأمر، والمطالبة بتدخل القضاء، مع رفع دعوى للمطالبة بإلغاء لائحة المعتدي والتشطيب عليها من الاستحقاقات الانتخابية، ليؤكد المصدر ذاته أن ادريس لشكر نزل بقوة في الموضوع عبر تدخله، خاصة أن منطقة البير الجديد تعرف صراعات كبيرة بين حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة بسبب منصب رئاسة الجماعة المذكورة.
وأضاف المصدر ذاته أن مولود اسقوقع، الرئيس المعزول عن بلدية البئر الجديد سابقا، تعرض للهجوم بسبب العداء الكبير بينه وبين مرشح الأصالة والمعاصرة، بعد واقعة ما يسمى (حرب كرسي رئاسة المجلس الجماعي) وهو ما جعل بعض «البلطجية» يهاجمون المستشار البرلماني عن الاتحاد الاشتراكي أمام مكتبه بالقرب من حي الرياض، ما جعل رفاق اسقوقع يوجهون الاتهامات بشكل مباشر لحزب الأصالة والمعاصرة، بمحاولة حسم المعركة الانتخابية بالسلاح، متهمين إياه بمحاولة القتل وتحدي القانون وقانون الانتخابات الخاص الذي فرضته وزارة الداخلية.
وأفاد المصدر ذاته بأن ابن مولود اسقوقع تعرض هو الآخر للتهديد بعدما انتشرت فيديوهات خلال الأيام القليلة الماضية تضمنت اتهامات مباشرة لرئيس مجلس جماعي، بمحاولة تهديد ابن المستشار البرلماني المصاب، وأكد المصدر عينه أن عناصر الشرطة بمفوضية المدينة فتحت تحقيقا في موضوع الاعتداء تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار توقيف المعتدين لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات اللازمة في الموضوع.
ومباشرة بعد الحادث، أصدر اتحاديو منطقة بئر الجديد بيانا تضامنيا مع المستشار البرلماني لحزبهم المصاب، توصلت «الأخبار» بنظير منه، حيث استنكروا بشدة ما تعرض له أسقوقع من اعتداء محملين المسؤولية لجهة حزبية معروفة بمنافستها القوية لحزب الوردة بمنطقة البئر الجديد، مطالبين بإنزال أشد العقوبات الرادعة على المعتدين.
ومن جهته، استنكر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، أول أمس، الاعتداء الذي تعرض له المستشار البرلماني، مولود اسقوقع، بالبئر الجديد، حيث وجهوا الاتهام مباشرة لرئيس مجلس جماعي ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وأدان الاتحاد الاشتراكي، في بلاغ له توصلت «الأخبار» بنسخة منه، هذا الاعتداء حيث وصفه بـ«الاعتداء الإجرامي الذي راح ضحيته مولود اسقوقع المستشار البرلماني وعضو المجلس الوطني للحزب من طرف أنصار رئيس مجلس جماعي.
وأكد المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الاعتداء الذي كاد أن يودي بحياة مولود اسقوقع يعد مدانا وغير مقبول، حيث طالب في هذا الصدد السلطات القضائية بفتح تحقيق عاجل واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان العدالة وطمأنة الرأي العام على سلامة العملية الانتخابية وخلوّها من كل ما يمكن أن يمس بسلامتها باعتبارها لحظة سامية للنقاش والحوار والتدافع الفكري.
يذكر أن المحكمة الإدارية بمدينة الدار البيضاء كانت قد قررت، مطلع عام 2020، عزل مولود اسقوقع من منصب رئاسة جماعة البئر الجديد، بعد أن تم تحريك ملف العزل من طرف محمد الكروج عامل إقليم الجديدة، نتيجة الأبحاث التي كانت قد باشرتها وزارة الداخلية من خلال لجنة خاصة، رصدت 46 ملفا بها خروقات تهم مجالات التعمير والصفقات العمومية، قبل أن يتم انتخاب جمال مدراني عن حزب الأصالة والمعاصرة بعد صراع قوي مع منافسه عبد الحق لزرق المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي في جو مشحون عرف صراعات كبيرة على المنصب.