شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

اعتداءات الرحل تخرج سكان تفراوت للاحتجاج

مطالب بحماية ممتلكات السكان وتفعيل قانون الترحال الرعوي

تيزنيت: محمد سليماني

نظم سكان مجموعة من قرى جماعة «تفراوت المولود» التابعة إداريا لإقليم تيزنيت وقفة احتجاجية عارمة صباح يوم أول أمس الأحد أمام مقر الجماعة الترابية للمنطقة، وذلك احتجاجا على استمرار توافد العشرات من الرعاة الرحل بشكل متواصل على المنطقة والاعتداء على السكان وممتلكاتهم.

واستنادا إلى مصادر محلية، فإن السكان غاضبون من تواضع تدخل السلطات العمومية والهيئات المنتخبة في حماية أرزاق السكان وممتلكاتهم، ومصادر عيشهم. كما احتج الغاضبون على عدم تفعيل الترسانة القانونية التي تنظم عمليات الترحال الرعوي، الأمر الذي يشجع الرعاة الرحل، للاستمرار في استباحة أملاك السكان ومصادر عيشهم بقرى سوس وماسة واشتوكة عبر الرعي الجائر.

وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية، بعد يومين على اندلاع مواجهات عنيفة ما بين عدد من سكان المنطقة ومجموعة من الرعاة الرحل، والتي أدت إلى إصابة مجموعة من السكان بإصابات وكدمات مختلفة الخطورة، فيما تم نقل أحد المصابين على وجه السرعة نحو المركز الاستشفائي الحسن الأول بمدينة تيزنيت لتلقي العلاج، بعد إصابة خطيرة. وقد اندلعت شرارة المواجهات عقب حلول مجموعة من الرعاة الرحل رفقة مواشيهم وإبلهم بالمنطقة، واكتساحهم لأراضي السكان والهجوم على الأشجار المثمرة وباقي المزروعات التي يعتمد عليها أهالي الدواوير في معيشتهم. ومباشرة بعد خروج السكان لاعتراض الرعاة الرحل وإبعادهم من عين المكان، تطور الوضع إلى مشادات كلامية، قبل أن يبدأ التراشق بالحجارة والعصي والهراوات، حيث تحولت المنطقة إلى ساحة مواجهات مفتوحة. وقد هرعت السلطات المحلية والدرك الملكي بعين المكان من أجل التدخل لفض الاشتباكات، في حين غادر الرعاة الرحل إلى وجهة مجهولة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها شرارة المواجهات العنيفة والخطيرة ما بين السكان المحليين والرعاة الرحل، بل إن كثيرا من قرى وجماعات سوس شهدت أحداثا مماثلة طيلة السنوات الأخيرة، الأمر الذي يندر بتهديد السلم الاجتماعي، ذلك أن الرعاة يتنقلون بقطعانهم ومواشيهم بحثا عن المراعي، إلا أنهم في أحيان كثيرة يهاجمون ممتلكات السكان ومزروعاتهم المحاذية لبعض القرى والجماعات، فيما يهب السكان لطرد هؤلاء الرعاة وقطعانهم لحماية ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، فتبدأ المواجهات.

وبحسب المعطيات، فإن ما زاد من تفاقم معاناة السكان المحليين، هو أن هذه المناطق المتضررة، أضحت تعرف حالة هشاشة كبرى بفعل الجفاف وتراجع النشاط الفلاحي، الأمر الذي يفرض تدخلا عاجلا، واتخاذ تدابير وإجراءات مناسبة لوضع حد للتجاوزات المسجلة، عبر تفعيل القانون 113.13 المتعلق بالترحال وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، لضبط الظاهرة وتشجيع السكان المحليين على الاستقرار والاستثمار في مجالاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى