اشترطت على الوزير بلقزيز منحي «كارط بلانش» حين طلب مني العودة للمنتخب الوطني
من الأخطاء المسجلة في مسارك الكروي مع المنتخب إصرارك على فرض مجموعة من العناصر في تشكيلة المنتخب، ضدا على اختيارات وتصورات الناخب الوطني الراحل عبد الخالق اللوزاني، حدثنا عن هذا التمرد..
هذا موقف فيه روح وطنية عالية وليس خطأ كما قلت، هذا في نظري إصلاح غلطة وليس غلطة، لأن المنتخب كان يخوض إقصائيات كأس العالم 1994، ونحن على بعد أمتار قليلة من التأهل للنهائيات، تدخل وزير الشباب والرياضة، عبد الله بلقزيز، وفرض دعوة مجموعة من اللاعبين من بينهم أنا. فعلا تلقيت الدعوة وركبت الطائرة يوم الأحد قادما إلى المغرب، وعلمت عبر قائد الطائرة أن المنتخب المغربي انهزم أمام الملاوي، تأسفت لأنه لو طلب مني خوض هذه المباراة ما ترددت. جئت إلى المغرب من أجل المشاركة في مباراة مالي وكانت أجندة التصفيات جد مزدحمة بالمواعد، فقلت للمسؤولين، وعلى رأسهم الكولونيل الزموري الذي كان حينها رئيسا للجنة المؤقتة المكلفة بتسيير شؤون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إنني مستعد للمشاركة في أي مباراة شريطة إشعار فريقي الفرنسي الذي كنت محترفا في صفوفه.
لكنك قدمت شرطا آخر وهو المشاركة في وضع التشكيلة التي سيخوض بها المنتخب مباراته..
نعم كان هذا شرطا من شروطي، وتحدثت في الموضوع مع الوزير بلقزيز وقلت له إن أشياء عديدة تحتاج للتغيير، خاصة على المستوى التقني.
أنت لاعب، كيف تشترط التدخل في اختصاص المدرب اللوزاني؟
نعم أنا لاعب لكنني في مهمة إنقاذ، ولي من الخبرة الدولية ما يسمح لي بإبداء ملاحظاتي وتقديم وجهة نظري، لأن الغاية التي جئت من أجلها هي تأهيل المنتخب الوطني لكأس العالم 1994. الحمد لله فزنا على مالي وتحسن وضعنا في الترتيب لكن كانت تنظرنا مباراة قوية في زامبيا، إلا أنني فوجئت بعدم المناداة علي من طرف المدرب اللوزاني، الأكثر من ذلك أنه أجرى حوارا مع أحد الصحافيين تحدث فيه عن المنتخب، وحين سئل عن سبب عدم دعوتي للفريق الوطني، كان رده غريبا إذ قال إن الحداوي تقدم في السن وأنه في حاجة للاعب يمارس أدوارا دفاعية وهجومية، وقال إنني ألعب في فريق صغير علما أنني كنت قائدا لنادي لانس الفرنسي، وأضاف أنني لا أدخل في مفكرته.
ما كان رد فعلك بعد أن أشعرت بوجود حوار صحافي يعبر فيه الناخب الوطني عن عدم رغبته في ضمك لمجموعته؟
اتصل بي صهري مصطفى الصويب، اللاعب السابق للرجاء البيضاوي، وهو من أخبرني بالحوار وطلبت منه أن يرسل القصاصة عبر البريد، في زمن لم يكن فيه ذكر لمواقع التواصل الاجتماعي، قررت أن أحتفظ بها لأواجهه بمضمونها. للأسف انهزم المنتخب بهدفين مقابل هدف واحد، ووجد الوزير نفسه مجبرا على الاتصال بي مرة أخرى لضمي للمنتخب بعد أن أضحت الحاجة ملحة لقائد داخل الفريق الوطني.
هل صحيح أنك طالبت بمنحك «كارط بلانش» شرطا للعودة للمنتخب؟
حين كنت رفقة فريقي في معسكر بإحدى الجزر الفرنسية، طلب مني مستخدم الفندق الاتصال بمكتب الاستقبال لوجود مكالمة من المغرب، على الخط الوزير بلقزيز الذي طلب مني العودة للمنتخب وشرحت له وضعية الفريق الوطني مع اللوزاني، قلت له إن القرار يجب أن يكون تشاركيا فوافق على شروطي.
في مباراة السينغال انتفضت في مستودع الملابس وطلبت تعديل تشكيلة المنتخب، أليس كذلك؟
قبل مواجهة منتخب السينغال في دكار، وتحديدا في مستودع الملابس كشف الناخب الوطني عن التشكيلة التي ستخوض النزال القوي. لاحظت أنه يضع بعض اللاعبين في الاحتياط، كان من الطبيعي أن أنتفض وأنقذ ما يمكن إنقاذه. وقفت وقلت للوزاني اسمح لي بتعديل التشكيلة وألقيت أمام اللاعبين خطابا إيجابيا بعد أن كان تدخله يحمل نبرة انهزامية. دخلنا ملعب الصداقة بروح عالية وفزنا بثلاثة أهداف لواحد وهي نتيجة أحيت آمال التأهل لمونديال 1994، بعد أن اجتزنا محطة زامبيا. لقد لعبت أربع مباريات وحصلنا على 12 نقطة منها والحمد لله.
الفوز على السينغال جعل الجمهور والصحافة يسندان الفوز للاعبين، فجاء تغيير الناخب الوطني قبل آخر محطة تأهيلية؟ هل كان استبدال اللوزاني ببليندة خطأ؟
القرار اتخذ من جهات عليا ولا يد للاعبين فيه، كل ما في الأمر أنه بمجرد العودة من دكار عقدت اجتماعات في الجامعة والوزارة وعلم المسؤولون بما جرى في ملعب الصداقة، وكيف تمكن اللاعبون من تحقيق الفوز ضدا على خطة اللوزاني. بعد أيام علمت عبر الإعلام المغربي أن عبد الله بليندة تولى تدريب المنتخب، حصل هذا في شهر يونيو من سنة 1993 بسبب خلافات اللاعبين والمسؤولين مع عبد الخالق اللوزاني، وخلال شهر أكتوبر من السنة نفسها قاد المدرب الجديد المنتخب الوطني في المباراة الحاسمة أمام منتخب زامبيا بالدار البيضاء. علاقتي مع بليندة كانت قديمة لأنه هو من كان يشرف على تدريبي حين كنت في منتخب الشبان ويعرفني جيدا، كما أنه كان ملما بتفاصيل كرة القدم الوطنية ويعتمد في مقاربته على التواصل مع اللاعبين بشكل يومي تقريبا.
هل كان الارتباط بالمدرب بليندة نقطة تحول ساعدت على عودة الاستقرار للمنتخب؟
كان تغيير اللوزاني منتظرا بالنظر للمشاكل التي أحاطت بالفريق الوطني، خاصة بعد مباراة دكار التي أكدت عزم اللاعبين على رفع التحدي، لكن، للأسف، بعد التأهل للمونديال ارتكب بليندة نفس أخطاء عبد الخالق ودخل في خلافات عميقة مع اللاعبين قبل وأثناء مونديال الولايات المتحدة الأمريكية، والحصيلة يعرفها الجميع خروج من الدور الأول وتصدع رهيب في المنتخب.