شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

استنكار واسع لإجهاز جماعة طنجة على مآثر تاريخية لتحويلها إلى مشاريع مدرة للدخل

أحزاب وهيئات حقوقية تدخل على الخط وتتهم الجماعة بالوقوف وراء إعدام تاريخ المدينة

طنجة: محمد أبطاش

أدى شروع إحدى المقاولات، بتعليمات من مجلس جماعة طنجة، في وضع سياجات حديدية حول حديقة المندوبية وحديقة الحي الإداري بالمدينة، إلى موجة استنكار واسعة من قبل مختلف الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية، بعد أن تقرر تحويل هذه المآثر التاريخية والمساحات الخضراء إلى مشاريع مدرة للدخل لصالح جماعة طنجة.
وفي هذا الصدد، أصدرت الهيئة المحلية لفيدرالية اليسار الديمقراطي بطنجة، بلاغا عبرت فيها عما أسمته قلقها الشديد من إقامة سياجات حديدية حول حديقة المندوبية وحديقة الحي الإداري، التي ترتبط بمشروع إقامة مرائب تحت أرضية على حساب الحدائق المذكورة التي يتردد عليها سكان المدينة القديمة بشكل يومي باعتبارها متنفسا طبيعيا، فضلا عن كونها تحتوي على مآثر تاريخية ومعالم أثرية تعكس مكانة طنجة التاريخية والثقافية والحضارية وتشكل طاقة جذب هامة للسياح.
وعبرت الفيدرالية عن رفضها للنهج الذي يتبعه المجلس الجماعي في التعامل مع هذه القضايا والذي يكشف تواطؤه وسعيه الحثيث لتمرير وتيسير مسار الإجهاز والتفويت لما تبقى من الفضاءات الخضراء والتاريخية والحيوية بالمدينة، على غرار حديقتي المندوبية والحي الإداري بمبرر وجود التزامات للمجلس الجماعي السابق.
وأضاف المصدر نفسه أن أي مساس بهذه الحدائق هو اعتداء على التاريخ ومساهمة في تدمير البيئة، على اعتبار أنها تحتوي على أشجار معمرة ونادرة، ناهيك عن أنها ملجأ لأنواع كثيرة من الطيور، واعتداء على السكينة العامة للمواطنة الطنجاوية والمواطن الطنجاوي. فالمساحات الخضراء في الدول المتقدمة تعتبر عنصرا أساسيا في تصاميم المدن وفي سياسات تدبير المجال، وذلك لما له من انعكاس إيجابي على الصحة النفسية للمواطنات والمواطنين.
وأضافت الفيدرالية أن أي مشروع كيفما كان نوعه يجب ألا يكون على حساب المناطق الخضراء التي تعود لمجلس الجماعة مسؤولية صيانتها والحفاظ عليها بدل تدميرها وتفويتها للقوى الرأسمالية التي لا يهمها سوى الربح الفاحش.
ومن جهتها، أصدرت الأمانة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم طنجة- أصيلة، بلاغا دعت فيه هي الأخرى، إلى الوقف الفوري لكافة الأشغال الجارية بحدائق المندوبية إلى حين إيجاد الحلول المناسبة، مطالبة، في الآن ذاته، بفتح حوار مع جمعيات المجتمع المدني الناشطة في المجال البيئي والأثري، قصد إيجاد حلول متوافق عليها ضامنة لعدم المساس برمزية وجمالية الموقع. ودعا الإطار نفسه المصالح المختصة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على كل المآثر الحضارية والمعالم الموجودة بالموقع، معبرا عن قلقه البالغ لإنشاء مآرب تحت أرضية بالموقع التاريخي والثقافي السالف ذكره بمدينة طنجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى