طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر بأنه في ظل الظرفية الحالية المتسمة بالانخفاض الحاد في الموارد المائية، والتراجع الاستثنائي لحقينة السدود، وانخفاض مستوى الفرشات المائية بالجهة، والتي يرجع سببها الأساسي إلى ضعف التساقطات المطرية والاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المتتالية، فقد تم استدعاء مختلف المتدخلين، وسط حالة استنفار لاجتماع يرتقب أن يعقد في غضون الأيام المقبلة بطنجة.
وكشفت المصادر أن تنظيم لقاء حول السياسة المائية بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، يبقى نقطة فاصلة في أجرأة وتفعيل تدابير استعجالية لضمان استمرارية التزويد بالماء الشروب، وترشيد استعمالاته المختلفة، والعمل على إذكاء الوعي بالمشاكل المحيطة بالقطاع، فكما هو معلوم فهذه المادة الحيوية لها أهمية كبرى في أجندات مختلف الفاعلين الدوليين والوطنيين والجهويين، حيث يرتقب أن يتم اعتماد مقاربة الترابط في الأفق الموحد لقطاع الماء والطاقة والأمن الغذائي، كمدخل أساس لإيجاد حلول ترابية لواقع ندرة الماء والضغط على الموارد الطاقية والأنظمة البيئية، وتأثير هذه العوامل على الأمن الغذائي للسكان. ومن النقاط المرتقب البت فيها، إحداث آلية على المستوى الجهوي تضمن التواصل بين القطاعات ذات العلاقة بالماء، لتحقيق تكامل وتناغم سياساتها وضمان وقعها على ظروف عيش السكان وجودة حياتهم، ثم اعتماد مشاريع في برنامج التنمية الجهوية تقتصد استعمال الماء في المجال الصناعي والخدماتي وترشيده في المجال الزراعي، مع تشجيع أنماط زراعية تلائم طبيعة التربة والمناخ، وكمية المياه في الجهة، وكذا مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة وتحلية مياه البحر.
هذا، ومن المرتقب كذلك البت في مشاريع الميزانيات الخاصة لهذا الغرض، منها حيثيات توقيع اتفاقيتين بهذا الخصوص في دورة مجلس جهة طنجة أخيرا، الأولى لبناء السدود التلية بالجهة بمبلغ إجمالي قدره 317 مليون درهم، والثانية لتزويد القرى بالماء الصالح للشرب بغلاف مالي إجمالي قدره 665,1 مليون درهم، حيث سيتم مناقشة مستجداتهما وأين وصلتا وفقا للمصادر.
وتشير المصادر إلى أن اللقاء المزمع تنظيمه يأتي كذلك من أجل تشخيص حاجيات وإمكانات الجهة في هذا القطاع الحيوي، وفي أفق إعادة توجيه أولويات المشاريع التي جسدتها وثيقة التصميم الجهوي لإعداد التراب، كخطوة أساس في إعداد برنامجها الحالي للتنمية الجهوية، كما سيعرف اللقاء إخراج وثيقة الاستراتيجية الجهوية لاقتصاد الماء والطاقة إلى حيز الوجود.