طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر متطابقة بأن الأشغال الجارية على مستوى المدينة العتيقة لطنجة، تقترب من نهايتها، بعد أن تمت إعادة تأهيل شامل لكل البنيات التحتية، وإزالة مبان عتيقة كانت تهدد المارة والسكان، فضلا عن التجار. ومن المرتقب الإعلان في غضون الأسابيع المقبلة، عن نهاية شاملة لهذه الأشغال التي انطلقت منذ أشهر، بهدف إعادة تثمين وتأهيل هذا الموروث الثقافي.
وعاينت “الأخبار”، إنزالا غير عادي، لكل المقاولات المشرفة على عمليات التأهيل، تحت إشراف السلطات المحلية ووالي جهة طنجة، المتتبع لهذه الأشغال بشكل دوري حسب المصادر، خصوصا وأنه توصل في وقت سابق بتقارير تنبه لضرورة مراقبة الشركات الفائزة بصفقات إعادة التأهيل، حتى لا يتم تكرار سيناريوهات السنوات السابقة والتي أدت لضياع ملايير السنتيمات، مع العلم أن الميزانية المخصصة لعملية التأهيل الجديدة حددت في 850 مليون درهم، أي ما يقارب 85 مليار سنتيم.
وكانت تقارير نبهت لضرورة وضع تصاميم خاصة بالمنجزات، والتي تهم شبكة الماء الشروب والتطهير السائل، الهاتف والأنترنت، وقنوات صرف المياه الشتوية. فكل هذه الأشغال يجب أن تخضع للتنسيق المحكم بين كل المتدخلين لتجنب إعادة الأشغال، والعمل على وضعها داخل قنوات عازلة من أجل حفظ تلك التجهيزات من التلف، وضمان إمكانية التدخل دون اللجوء إلى الحفر والهدم في حالة وقوع عطب في المستقبل، مع فسح المجال لتتبعها بكاميرات المراقبة بالنسبة لكل شبكة على حدة.
وأضافت التقارير نفسها أن إنجاز الأشغال في غياب تصور واضح، قد فرض التدخل أكثر من مرة لتغيير مسارات الأعمدة الكهربائية واستبدال الشبكة وحفر الطرقات واقتلاع الأرصفة، كما جرى في مدخل المسجد الأعظم، وفي ساحة المسيرة، وفي السوق الداخل. فقد تمت إعادة الأشغال أكثر من مرة، مع ما رافقها من تبذير وضياع للمال العام.
وبالإضافة إلى عملية التأهيل التي يرتقب أن تجذب الآلاف من السياح مستقبلا، فإنه جرى كذلك وضع كاميرات للمراقبة لتتبع الوضع الأمني بدروب وأزقة المدينة، حيث يسهر فريق أمني خاص على هذا الغرض، في إطار كذلك استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني لتقريب الأمن من المواطنين.