محمد اليوبي
تزامنا مع أزمة الماء ودعوة الحكومة لتقنين استعماله، تعرف مختلف المناطق بأقاليم الشمال، المعروفة بزراعة القنب الهندي «الكيف»، استنزافا عشوائيا للمياه السطحية والجوفية، من أجل سقي حقول هذه النبتة، ما جعل حقوقيين وجمعويين يدقون ناقوس الخطر مطالبين السلطات بضرورة التدخل العاجل.
وأكد عبد الله الجوط، عضو «جمعية المكاسر للدفاع عن البيئة والتنمية»، وهي جمعية لذوي الحقوق في مياه السقي مقرها دوار العناصر جماعة باب برد، أن الأغلبية الساحقة لمنابع المياه الطبيعية تمت السيطرة عليها من طرف بعض أصحاب النفوذ وأحيانا بعض تجار الممنوعات، ما اعتبره أمرا خطيرا، مشيرا إلى أن هذه المنابع الطبيعية تتوفر على أوراق عدلية وهي ملك لساكنة الدواوير المجاورة، وكانت تستغل لعدة سنوات للسقي، لكن الأمر أصبح مختلفا في السنوات الأخيرة حيث تم إتلاف بعض قنوات الري وعمت ثقافة الفوضى والتسيب.
وأوضح الجوط أن بعض النافذين يقومون بحفر آبار على عمق كبير بالقرب من المنابع الطبيعية للمياه، بدون ترخيص، ما يلحق أضرارا بهذه المنابع، التي تعرضت أغلبها للاستنزاف العشوائي. والخطير في الأمر أن بعض هؤلاء المستغلين يستعملون قنوات لنقل المياه إلى مناطق أخرى على بعد كيلومترات، كل ذلك تحت أعين السلطات. وتستعمل هذه المياه لسقي حقول القنب الهندي، فيما يعاني السكان المجاورون لهذه المنابع من العطش رغم وجود وثائق قانونية للساكنة يرجع تاريخها لعدة سنوات، وكذلك وجود تناوب بين الساكنة لتوزيع الماء منذ عدة سنوات.
وأضاف الفاعل الجمعوي أن هذه الممارسات تسببت في إلحاق أضرار جسيمة بالفرشة المائية، ودمرت البيئة والطبيعة، ما يهدد بحدوث خلل في التوازن البيئي بهذه المناطق، مشيرا إلى أن هؤلاء النافذين قاموا بتدمير قنوات الري التي وضعتها وزارة الفلاحة، ما يستدعي فتح تحقيق من طرف المصالح المختصة بخصوص هذه الممارسات التي وصفها المتحدث ذاته بـ«الإجرامية»، مبرزا أن هذه العمليات الإجرامية منتشرة بمختلف الدواوير بأقاليم الشمال.
وأكد الجوط أن السلطات العمومية أصبحت تؤازر الساكنة لحل المشكل، وكذلك إدارة المياه والغابات تتفاعل مع مطالب الجمعيات في الأسابيع القليلة الماضية، حيث عقدت جمعية «المكاسر للدفاع عن البيئة والتنمية» اجتماعا مع قائد السلطة المحلية، وكان اللقاء إيجابيا، مضيفا «ننتظر خروج لجنة لإزالة خراطيم المياه من المنابع الطبيعية وتغطية بعض الآبار العشوائية بجانب منبع دوار «المكاسر»».