طانطان: محمد سليماني
كشفت مصادر مطلعة أن مشكل ترمل مدخل ميناء طانطان سيظل مستمرا بشكل دائم، مهددا السلامة الملاحية بالميناء، في ظل عدم وجود أي حل فعال ودائم لهذا المشكل سوى جرف الرمال.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الوكالة الوطنية للموانئ تعمل على اتخاذ إجراءات دورية من أجل جرف الرمال عند مدخل ميناء طانطان بشكل دوري ومنتظم، قصد ضمان وديمومة الأعماق اللازمة للملاحة، وجرف الرمال المتراكمة حول الحاجز الرملي، بعد القيام بالدراسات والخبرات الدورية لقياس الأعماق.
وحسب المعلومات، فإن ترمل مدخل الميناء ظاهرة تتكرر بشكل دوري، الأمر الذي يعيق أحيانا حركة الملاحة داخل الميناء، كما وقع قبل أشهر قليلة عندما عجزت سفينة محملة بالمحروقات عن ولوج هذا الميناء لإفراغ حمولتها، رغم انتظارها قبالة الميناء لمدة أسبوع، قبل أن تضطر إلى تغيير الوجهة نحو ميناء آخر، وذلك خوفا من تكرار واقعة ناقلة النفط «سيلفر» المحملة بحوالي 4940 طنا من الفيول الصناعي، عندما جنحت عن مسارها قرب مدخل ميناء طانطان، نهاية سنة 2013، بسبب الرمال الكثيفة التي أغلقت باب الميناء، وأدت إلى جنوح السفينة، التي كادت أن تتسبب في كارثة بيئية حينها.
كما أن الرمال الكثيرة المترسبة بمدخل الميناء، تهدد أرواح البحارة، ذلك أنه قبل أشهر كذلك، كاد مركب للصيد الساحلي أن يتسبب في كارثة إنسانية بمدخل ميناء مدينة طانطان، بعدما جرفته الرمال المتكدسة بباب الميناء وأعاقت حركته. وكان المركب قد حاول عبور باب الميناء، غير أن حالة الترمل الموجودة بالمكان أعاقت عملية العبور السلس، الأمر الذي جعل المركب يعاني الأمَرين أثناء العبور، بعدما بدأت الرمال من جديد تزحف نحو البوابة، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على سلامة المراكب والبواخر ومهنيي البحر.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الحل الوحيد هو القيام بحملات جرف الرمال عند مدخل الميناء وبحوضه، عبر شركات دولة، رغم ما يكلفه ذلك من أموال ضخمة، خصوصا وأن الوكالة الوطنية للموانئ تقوم سنويا بجرف ما معدله 400 ألف متر مكعب من الرمال من مدخل ميناء طانطان.
ويربط المهنيون سبب التكرار الدائم لظاهرة الترمل، بعدم نجاعة الحاجز البحري القائم في الحد من ظاهرة الترمل التي تحركها التيارات البحرية في اتجاه مدخل الميناء، ليتم اللجوء كل مرة إلى الحل الوحيد الذي تقوم به السلطات المينائية، والمتمثل في عمليات تجريف الرمال بواسطة السفن المختصة، غير أن هذا الحل لا يفي بالغرض، ولا ينهي المشكل بشكل دائم، بل هو حل مؤقت فقط، حيث تعود الرمال إلى مدخل الميناء مباشرة بعد جرفها، وبالتالي عدم قدرة هذا الحل على توفير الحماية اللازمة للسفن، أثناء عملية الولوج إلى الميناء أو مغادرته.
