محمد وائل حربول
علمت «الأخبار» من مصدر مطلع، أن ولاية جهة مراكش-آسفي تواصل حملتها العقابية ضد كل المتساهلين مع عمليات البناء العشوائي داخل الجهة، خاصة داخل عمالة مراكش، حيث أقدمت السلطات المذكورة، بحر الأسبوع الجاري، على عزل عون سلطة جديد بمنطقة تمنصورت، كما قررت توبيخ عون سلطة آخر كان يشتغل بمنطقة الداوديات، إذ وبعد التحقيقات التي باشرتها لجنة خاصة من الداخلية، كشفت تورط العونين المذكورين في عدد من المخالفات التعميرية، وتغاضيهما عن البناء العشوائي.
واستنادا إلى المعلومات الحصرية التي حصلت عليها الجريدة، فإن عدد الأعوان الذين يتهددهم العزل والقرارات العقابية التأديبية مرشح للارتفاع، سيما وأن رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية الجهة أصدر ما يناهز 80 قرارا عقابيا، منذ بداية السنة الجارية، تتعلق كلها بعزل كل المخالفين أو ممن ثبت تورطهم من الأعوان والشيوخ في قضايا مخالفات تعميرية، إضافة إلى قضايا متعلقة بالرشوة أو التهديد، فيما يتحسس أعوان السلطة بمنطقتي «تمنصورت وتسلطانت» رؤوسهم، بسبب المخالفات الكثيرة المرصودة بهما.
وبالعودة إلى قرار عزل عون سلطة بتمنصورت، فإن السبب الرئيس لعزله يتمثل في المخالفات التي قام بها، أثناء عمله، والتجاوزات التعميرية التي تغاضى عنها، حيث تم عرضه على مجلس تأديبي، برئاسة رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية جهة مراكش آسفي، الذي واجهه بكل التهم المنسوبة إليه عبر دلائل مادية، ليتقرر عزله بصفة نهائية. فيما قرر رئيس القسم ذاته، توبيخ عون سلطة آخر يشتغل بمنطقة الداوديات بالمدينة الحمراء، كما تقرر تنقيله من مكان عمله إلى منطقة باب أغمات بمقاطعة المدينة العتيقة، وذلك بعد تبين المخالفات والتجاوزات الإدارية التي وقع فيها.
وعلمت «الأخبار» أن قرارات العزل شملت أخيرا أعوان سلطة بمنطقة المسيرة، الموجودة بتراب مقاطعة المنارة، حيث تم عزل 3 أعوان للسلطة، فيما تم توبيخ عونين بسبب المخالفات التعميرية التي تم رصدها بالمنطقة، كما تم عزل عوني سلطة بمنطقة سيدي يوسف بن علي، وبالضبط بالملحقة الإدارية الحي الجديد، ناهيك عن عزل عون سلطة آخر بمنطقة باب دكالة، بعد ثبوت إخلاله بالمهام الموكولة إليه. فيما تتواصل التحقيقات مع عدد من أعوان السلطة بمناطق مختلفة بمدينة مراكش، سيما بمنطقة المحاميد التي سبق وأن تم عزل العديد من أعوان السلطة فيها.
وفي السياق ذاته، استمرت حملة ولاية الجهة على كل المخالفين في مجالات التعمير، حيث وإلى حدود الساعة جرى هدم عدد من الفيلات والبنايات العشوائية بمناطق مختلفة داخل عمالة مراكش، خاصة منها (سيدي يوسف بن علي، سعادة، الفخارة، أبواب مراكش، دوار إيزيكي، المحاميد)، وذلك تنفيذا لأوامر وزارة الداخلية التي كانت قد خصت العمالة كاملة بلجنة تقنية، من أجل الوقوف ورصد كل التجاوزات والاختلالات في مجال البناء والتعمير.
هذا، وكانت الجريدة قد نشرت في تقرير مفصل لها، قبل شهر، أن السلطات الولائية بمدينة مراكش، وبعد بروز تقارير حول مخالفات متعددة في مجال التعمير وفي البناء العشوائي، ستواصل شن حملتها التي وصفت بـ«التطهيرية» على كل المخالفين من أعوان السلطة، حيث عملت بداية على إصدار قرارات تأديبية في حق مجموعة منهم، وذلك بعد أن ثبت للجنة الخاصة التي كانت قد رفعت تقريرها إلى والي الجهة، تورط عدد من الأعوان في قضايا تتعلق بالتعمير والبناء العشوائي.
