شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

استمرار التصعيد الحربي وشن هجمات عنيفة على المدن الأوكرانية

تفاؤل بشأن التوصل لاتفاق بين موسكو وكييف في المستقبل القريب

لا تزال روسيا تشن هجمات عنيفة على أوكرانيا، التي سقط بها عدد كبير من القتلى المدنيين، رغم أوامر بوتين بعدم اقتحام المدن الأوكرانية الكبيرة. وبينما تحدثت تقارير إعلامية عن طلب موسكو للمساعدة الاقتصادية والعسكرية من الصين، التي نفت هذا الخبر في ظل التهديدات الأمريكية، أعلنت كييف منح الجنسية للمقاتلين الأجانب. ومن جهة أخرى، يتوقع عدد من أعضاء وفدي المفاوضات الوصول إلى اتفاق بين الطرفين في المستقبل القريب.

 

سهيلة التاور

 

بعد ثلاث جولات من المفاوضات الثنائية، بدأت التوجهات الإيجابية تطغى على تصريحات ممثلي الوفدين الروسي والأوكراني، تعليقا على أجواء الجولة الرابعة من المفاوضات، والتي عقدت عبر الفيديو، خلافا للجولات السابقة.

وبينما اتسمت تصريحات ممثلي الوفدين بالتفاؤل، امتنع المسؤولون من الجانبين عن التطرق لما جرى داخل غرف التفاوض، غير أن المواقف المعلنة جاءت واضحة لجهة حدوث تقدم واستعداد لإجراء جولات لاحقة.

وقال يونيد سلوتسكي، عضو الوفد الروسي بهذه المحادثات ورئيس لجنة الأمن بمجلس الدوما: «في المستقبل القريب، قد تتطور عملية التفاوض بين موسكو وكييف إلى موقف مشترك بين الطرفين يفضي لتوقيع تفاهمات واتفاقيات».

وتابع، في تصريح له، أنه في حال مقارنة مواقف كلا الوفدين منذ الجولة الأولى وحتى اليوم، يمكن انتظار تقدم كبير، لافتًا إلى أن توقيع الوثائق مسألة مهمة جدًا، كأساس لتقليل درجة التوتر التي ترافق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وكذلك «لإنقاذ العديد من الأشخاص أثناء العملية، والذين يستخدمهم النازيون كدرع بشري».

 

بوتين يمنع اقتحام المدن

أعلنت الرئاسة الروسية، أول أمس الاثنين، أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بالامتناع عن اقتحام المدن الأوكرانية الكبرى خوفا من وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الروسية موسكو، إن «الوحدات العسكرية الأوكرانية تنشر دبابات ومدفعيات وقاذفات صواريخ في مناطق سكنية، ما يوجه الأعمال القتالية إلى تلك المناطق، إلا أن مخطط العملية العسكرية الروسية يتفادى ذلك».

وانتقد بيسكوف تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، التي تقول إن «بوتين يشعر بخيبة أمل لأن قواته لا تتحرك إلى الأمام كما كان يعتقد في المدن، بما في ذلك كييف».

وأوضح المتحدث أنه «يبدو أن كبار المسؤولين المذكورين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدفعون روسيا لاقتحام المدن الكبرى في أوكرانيا من أجل تحميل بلدنا المسؤولية عن مقتل المدنيين.. نعتقد أن مثل هذا الموقف استفزازي».

وتابع بيسكوف قائلاً «في بداية العملية العسكرية بأوكرانيا أمر الرئيس الروسي وزارة الدفاع بالامتناع عن اقتحام المدن الكبرى، بما في ذلك كييف، علماً أن القوات الأوكرانية المسلحة تضع معدات عسكرية ثقيلة في المناطق السكنية».

 

تعثر في أوكرانيا

أكد واحد من أوثق حلفاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، في أول اعتراف علني حتى الآن من موسكو بأن الأمور لا تسير وفقا للخطة الموضوعة.

وعزا فيكتور زولوتوف، رئيس الحرس الوطني، في كلمة ألقاها خلال قداس ترأسه بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية كيريل، الأحد، الإيقاع الأبطأ من المتوقع إلى ما قال إنها «قوى أوكرانية يمينية متطرفة تختبئ خلف المدنيين»، مكررا اتهاما شائعا بين المسؤولين الروس.

وبدا أن تعليقاته تتناقض مع تقييم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي أبلغ بوتين، الجمعة الماضية، أن «كل شيء يسير وفق الخطة».

وقال زولوتوف، الذي كان مسؤولا في فترة من الفترات عن أمن بوتين الشخصي، «أود أن أقول نعم، ليس كل شيء يسير بالسرعة التي نودها». وأضاف «لكننا نمضي صوب هدفنا خطوة خطوة وسيكون النصر لنا».

وتأتي تصريحات حليف بوتين في وقت تؤكد مصادر عدة تباطؤ الهجوم الروسي على المدن الأوكرانية.

 

هجمات عنيفة

سمع دوي ثلاثة انفجارات قوية على الأقل، صباح الثلاثاء، وسط العاصمة الأوكرانية كييف، دون معرفة المكان الذي حدثت فيه الانفجارات. وقال جهاز الطوارئ الأوكراني إن ضربة طالت مبنى سكنيا في كييف أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، خلال القصف على العاصمة. وأضاف أنه «عثر على جثتي شخصين وتم إنقاذ 27 شخصا»، وأن المبنى يقع في منطقة سفياتوشنكي في غرب كييف.

وتصاعد القتال في الأيام الأخيرة في محيط كييف، التي باتت محاصرة بالكامل تقريبا من قبل القوات الروسية التي غزت أوكرانيا في 24 فبراير.

وفر حوالي نصف سكان كييف البالغ عددهم ثلاثة ملايين منذ بدء الهجوم الروسي. وسجّل سقوط عدد من القتلى والجرحى يوم الاثنين بعد ضربات جوية طالت أجزاء مختلفة من العاصمة.

ويتواصل القتال العنيف منذ أيام بين القوات الروسية والأوكرانية على أطراف كييف الشمالية الغربية.

من جانبه قال المستشار بالرئاسة الأوكرانية، أوليكسي أريستوفيتش، إنه يرجح أن تنتهي الحرب في أوكرانيا بحلول أوائل مايو «عندما ينفد ما لدى روسيا من الموارد التي تحتاجها في مهاجمة جارتها». وأضاف: «أعتقد أنه في موعد أقصاه ماي. أوائل مايو، سيكون لدينا اتفاق سلام، وربما قبل ذلك بكثير، سنرى.. أنا أتحدث عن أحدث المواعد المحتملة».

وتابع: «نحن في مفترق طرق الآن، إما أن يكون هناك اتفاق سلام يتم إبرامه بسرعة كبيرة، في غضون أسبوع أو أسبوعين، مع انسحاب القوات وكل شيء، أو ستكون هناك محاولة لأن نقضي سويا على بعض».

لكن أريستوفيتش قال إنه حتى بعد إبرام اتفاق سلام، فإنه يمكن أن تظل هناك اشتباكات تكتيكية صغيرة لمدة عام رغم إصرار أوكرانيا على الإجلاء الكامل للقوات الروسية من أراضيها.

وأعلن حاكم مدينة ريفن، فيتالي كوفال، قوله إن هجوما صاروخيا روسيا على برج للبث التلفزيوني قرب أنتوبول، صباح أول أمس الإثنين، قتل 9 أشخاص، فيما أصيب 9 آخرون.وأضاف كوفال: «ما زال هناك أشخاص تحت الأنقاض».

كما ذكرت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن مبنى مكوّناً من ثمانية طوابق في حيّ أوبولون في شمال كييف، استُهدف فجر أول أمس «بنيران مدفعية» على الأرجح ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 12 آخرين.

وفي وقت لاحق، تعرض حيّ آخر للقصف قرب مصنع أنتونوف للطائرات، ما أدى إلى مقتل شخص آخر.

وفي الضواحي الشمالية الغربية لكييف حيث تدور معارك منذ أيام، توفي الصحافي الأمريكي برنت رينو الأحد بعدما أصيب برصاصة في الرقبة من مصدر مجهول.

في دونيتسك، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا والمدعومون من موسكو والذين يسيطرون على هذا المركز الصناعي منذ عام 2014، أن قصفاً للجيش الأوكراني أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل في وسط المدينة. ونشروا صورا تظهر جثثا ملطخة بالدماء ملقاة في أحد الشوارع وسط ركام.

وبحسب الانفصاليين، أيضا، اعترضت أنظمة دفاعهم المضادة للطائرات صاروخا أوكرانيا ما أدى إلى مقتل أشخاص بشظاياه.

إلى الغرب، في مدينة دنيبرو التي اعتبرت حتى الآن ملجأ للمدنيين القادمين من خاركيف أو زابوروجيا، دوّت صفارات الإنذار صباح أول أمس الاثنين لخمس ساعات، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الهجوم الروسي في 24 فبراير.

وفي جنوب البلاد، ضيّقت روسيا الخناق، بحسب وزارة الدفاع البريطانية التي كتبت في تغريدة أن القوات البحرية الروسية فرضت «حصاراً عن مسافة على السواحل الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، ما يجعل أوكرانيا في الواقع معزولة عن التجارة البحرية الدولية».

وتعرّضت مدينة ميكولايف الساحلية أيضا للقصف الأحد الماضي، ما أسفر عن تسعة قتلى، بحسب السلطات.

أما في جنوب شرق البلاد، لا يزال الوضع مأساويا في ماريوبول المدينة المحاصرة التي لا تزال تنتظر وصول قافلة مساعدات إنسانية. وقال مستشار لرئيس البلدية، مساء الأحد الماضي، إن الآليات عادت أدراجها بسبب الضربات الروسيّة التي لا تتوقف. وأجريت محاولة أخرى أول أمس الاثنين لإيصال المساعدات.

وماريوبول مدينة ساحليّة استراتيجيّة واقعة بين شبه جزيرة القرم ودونباس، تفتقر إلى الطعام وسكّانها محرومون من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات. وقُتل فيها أكثر من 2187 شخصا منذ بدء الهجوم الروسي بحسب البلدية.

 

الطرد من مجلس أوروبا

طالبت أوكرانيا، أول أمس الاثنين، بطرد روسيا «فورا» من مجلس أوروبا، مشيرة إلى أنه لا يحق لموسكو أن تبقى عضوا في الهيئة الحقوقية الأوروبية بعد هجومها على أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميهال، أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ: «نحضّكم على اتخاذ قرار بطرد روسيا فوراً من مجلس أوروبا»، مضيفاً أن الهجوم الروسي يعني أنه «لا يمكنها البقاء ضمن العائلة الأوروبية»، وفق فرانس برس.

يأتي ذلك فيما من المقرر أن تجتمع لجنة وزراء المنظمة التي تضم سفراء الدول الأعضاء فيها صباح الخميس لاتخاذ قرار في هذا الخصوص.

ومن جهته، تحدث شميهال نيابة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يفترض أن يتولى الكلام لكنه كان منشغلاً بسبب المفاوضات مع موسكو. ودعا البرلمانيين من الدول الأعضاء الـ46 في المجلس الحاضرين إلى «توحيد الجهود للدفاع عن أوكرانيا ولكن أيضاً للدفاع عن أوروبا بكاملها».

كما حذر من أن «الوقت قد حان لوقف هذا الهجوم قبل وقوع كارثة نووية أو اشتعال القارة الأوروبية بأكملها»، مطالباً «بفرض حظر جوي فوق أوكرانيا».

ويذكر أنه غداة اندلاع الحرب في أوكرانيا، قرر مجلس أوروبا «تعليق» مشاركة البرلمانيين والدبلوماسيين الروس في هيئاته الرئيسية باستثناء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، هيئته القضائية.

وحيال الدعوات المتكررة لوقف القتال التي لم تلق استجابة، تخطط المنظمة التي انضمت إليها روسيا في 1996، لمطالبة موسكو بمغادرتها وهو ما كانت حكومة فلاديمير بوتين تنوي القيام به من دون أن تتخذ هذه الخطوة حتى الآن.

في هذا السياق، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للقناة الروسية الأولى: «نحن قريبون من الإقدام على هذه الخطوة لكننا لم نتخذها بالكامل».

 

طلب المساعدة من الصين

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» و«بلومبرغ»، في تقرير نُشر الأحد الماضي 13 من الشهر الجاري، أن روسيا طلبت مساعدة عسكرية واقتصادية من الصين بعد «غزوها» لأوكرانيا، لتجاوز العقوبات الغربية.

واعتبرت وكالة «بلومبرغ» أن احتمال إقدام موسكو على طلب أسلحة من بكين، هو أمر غير عادي، يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجه نكسات أكثر ممّا توقعه، في غزو أوكرانيا. وأضافت أن إرسال أسلحة قد يعرّض شركات صينية لعقوبات اقتصادية شديدة، ويفاقم توتراً في العلاقات التجارية لبكين مع واشنطن. بينما قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو، إنه «لم يسمع بها من قبل». وأضاف ليو: «الأولوية القصوى الآن هي منع تصعيد الموقف المتوتر، أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة، (…) وتدعو الصين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ومنع حدوث أزمة إنسانية ضخمة».

الحديث عن المساعدات الصينية يتزامن مع تحذير مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جيك سوليفان، من أن بكين ستواجه عواقب إذا ساعدت موسكو على التهرب من العقوبات بعد «غزو» أوكرانيا.

وقال سوليفان إن واشنطن تراقب إلى أي مدى تقدم بكين دعمًا ماديًا أو اقتصاديًا لروسيا، كما أبلغت حكومته الحكومة الصينية، بعدم سماحها لأي دولة بتعويض روسيا عن خسائرها جراء العقوبات الاقتصادية.

 

الجنسية للمقاتلين الأجانب

أعلنت أوكرانيا، أول أمس الاثنين، أن المتطوعين الأجانب، الذين وصلوا إلى البلاد للقتال ضد الجيش الروسي، سيكونون مؤهلين للحصول على الجنسية الأوكرانية.

وقال نائب وزير الداخلية الأوكراني، يفين يينين، إن بلاده «تشكل فيلقا دوليا للدفاع الإقليمي يتألف من أجانب يريدون الانضمام إلى المقاومة ضد المعتدين الروس والدفاع عن الأمن العالمي»، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية.

وأشار إلى أن عدد المقاتلين الأجانب آخذ في التصاعد، لافتا إلى أنهم سيوقعون عقدا، وسيحصلون على جواز سفر عسكري يحل محل تصريح إقامتهم.وأضاف بحسب تقارير إعلامية: «في المستقبل، إذا رغب أي من هؤلاء الأجانب في أن يصبح مواطنا أوكرانيا، فإن تشريعاتنا توفر طريقا لذلك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى