طانطان: محمد سليماني
عادت ظاهرة احتلال الملك العام إلى شوارع وأزقة مدينة طانطان، وتحولت الأرصفة إلى فضاءات تابعة لأصحاب المحلات التجارية والمقاهي، وفُرض على الراجلين العبور وسط الطرقات المخصصة للسيارات والعربات، رغم ما يشكله ذلك من خطر على سلامتهم وسلامة الركاب.
وعاينت «الأخبار»، مساء أول أمس الأربعاء، تحول أرصفة شوارع محمد الخامس وبئر أنزران وإشبيلية إلى أماكن خاصة بالتجار، سواء المتجولين أو أصحاب المحلات القارين، حيث اقتطعوا أجزاء من الأرصفة لصالحهم ووضعوا سلعهم فوقها، ومنعوا الراجلين من المرور الآمن بها.
إلى ذلك، عرفت ظاهرة احتلال الملك العمومي نموا مضطردا تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى، حيث باشر أصحاب محلات بيع الملابس إلى إفراغ محلاتهم من السلع، ووضعها فوق الرصيف، من أجل إظهارها للزبناء، أما أرباب المقاهي فقد نصبوا شاشات عملاقة فوق الأرصفة المحاذية لمحلاتهم وأمامها عشرات الكراسي والطاولات، واتخذوا المكان جزءا لا يتجزأ من المقهى، بل إن سعر احتساء القهوة في هذا الفضاء أغلى من احتسائها في الفضاء الداخلي للمقهى.
ويزداد الأمر سوءا بعد قيام بعض أصحاب المحلات التجارية والمقاهي بوضع متاريس إسمنتية على شكل مزهريات من أجل حصر الملك العمومي، واتخاذها ملكا خاصا بهم، حيث يوحي منظر المزهريات بأنها اتخذت لمنح المكان جمالية ورونقا، غير أنها في الواقع متاريس لمنع مرور الراجلين بين السلع وبين كراسي المقاهي الخارجية.
ويعاني شارع بئر أنزران من الاكتظاظ، حيث يجد سائقو الشاحنات المقطورة وشاحنات نقل الأسماك والخضر المتجهة نحو العمق الإفريقي أو شمال المملكة، صعوبة كبيرة أثناء مرورهم بهذا الشارع، خصوصا في وقت الذروة، حيث مئات المتبضعين الراجلين وسط الطريق بعد منعهم من المرور فوق الرصيف. أما شارع محمد الخامس، فإن عبوره يحتاج إلى وقت أطول، بعدما تحول رصيفه إلى محلات تجارية قارة، كما أن بعض التجار لم يعودوا مقتنعين باحتلال الرصيف، بل أصبح بعضهم يضع سلعه فوق إسفلت الطريق العام، وهناك تجار للمواد الغذائية وضعوا ثلاجات التبريد وسط الرصيف. والشيء نفسه يتكرر بشارع الحسن الثاني الذي أضحى رصيفه ملكا للمقاهي والمطاعم.
ورغم أن بعض قياد المقاطعات يقومون بين الفينة والأخرى بعمليات تحرير للملك العمومي، إلا أن هذه التدخلات تبقى محتشمة، في ظل استمرار الوضع على ما هو، ذلك أنه ما أن يغادر القائد وأعوانه المكان حتى يعود عدد من التجار بالتجوال إلى وضعهم الأول، كما يباشر أصحاب المحلات إخراج سلعهم نحو الرصيف من جديد.