كشفت مصادر مطلعة أن الاستغلال المكثف لعدد من المقالع الموجودة بتراب الجماعة الترابية جمعة رياح بإقليم برشيد، والتي يتم استغلالها من طرف عدد من الشركات المختصة في صناعة الآجور والسيراميك، يتسبب في تلوث الهواء كما يلحق أضرارا بالبيئة، بسبب عدم احترام الشروط المعتمدة في دفاتر التحملات الخاصة باستغلال هذه المقالع.
وأشارت المصادر بهذا الخصوص إلى عدم إعادة ترميم وهيكلة مواقع المقالع وإرجاعها إلى حالتها الأولية، بعد الانتهاء من استغلالها، بحيث قد يصل في بعض الأحيان عمق المقلع أو يفوق 100 متر، مما يتسبب في عدة أضرار للسكان المجاورين. مستغربة صمت مسؤولي الجماعة الترابية الذين لم يقوموا بمراقبة المقالع التي تم الانتهاء من استغلالها وتركها بدون تسييج أو تشجير جوانبها، ما يؤكد عدم مطابقة عملية الاستغلال مع الرخص المسلمة.
إلى ذلك، فإن السكان المجاورين لتلك المقالع يعانون من مشكل الغبار الذي تخلفه عملية نقل الأتربة والأحجار، أثناء مرور الشاحنات الثقيلة، إضافة إلى مخاطر شظايا الأحجار التي تتطاير على مسافات طويلة، لعدم احترام المعايير المعمول بها قانونيا في بعض تلك المقالع، وخاصة في ما يتعلق بالاستغلال والحفاظ على سلامة المواطنين، وعدم تسييج وتشجير المقلع عند نهاية الاستغلال، مما يهدد الإنسان والحيوان بخطر السقوط من الحافة، وكذلك للحد من الأتربة.
كل هذه المشاكل أصبحت تؤثر سلبيا على صحة السكان، وبدأت تظهر بعض الأضرار بالأراضي الفلاحية المجاورة للمقالع وبعض التصدعات، بعدد من البنايات التي توجد على بضعة أمتار من المقالع.
وطالب السكان المتضررون من أضرار المقالع الموجودة بتراب الجماعة الترابية جمعة رياح المسؤولين، بالتدخل العاجل وإيفاد لجان لمعاينة الوضع والوقوف على معاناتهم اليومية مع المقالع وعلى الأضرار التي تخلفها، سواء على صحة السكان أو على حيواناتهم الأليفة أو على البيئة، مهددين في الوقت ذاته بالدخول في خطوات احتجاجية لوقف الآلات والشاحنات بالمقالع.
كما طالب المتضررون بوقف الخطر الذي يهددهم، والمتمثل في الأضرار البيئية الوخيمة التي تتخبط فيها الساكنة، في ظل جحيم المقالع والأتربة التي توجد بالمنطقة، والتي تضر بالفرشة المائية، ومنابع المياه الجوفية، وتتسبب في تلويث المياه السطحية، بالإضافة إلى مشاكل القضاء على الغطاء النباتي بسبب <span;>الغبار الناتج عن تلك المقالع، والذي يتطاير بشكل كثيف، الأمر الذي قلص المساحات الخضراء بالمنطقة، نظرا إلى تضررها من الغبار الذي يقضي على حيويتها وتكاثرها، مما انعكس سلبا على مصدر كلأ الماشية التي كانت المنطقة تزخر بها، وكذلك تضرر الأراضي الفلاحية المجاورة للمقالع.<span;>
كما لم تسلم المسالك الطرقية التي تربط المقالع بالطريق الوطنية ومعامل الآجور، بين جماعة رياح وبرشيد، من الاستغلال المفرط بفعل مرور مئات الشاحنات والآليات، ذات الحجم الكبير والحمولة الثقيلة بالطريق بصفة يومية، مما جعل هذه الأخيرة في وضعية كارثية.
برشيد: مصطفى عفيف