أقدمت إدارة المياه والغابات على مكافحة اجتياح حشرة «لاروقة» التي فتكت بمئات أشجار البلوط الفليني عبر اتخاذ تدابير مكافحة هذه الحشرة باستعمال مبيدات كيماوية للمعالجة جويا عبر طائرات متخصصة، حيث عمدت إدارة المياه والغابات بتنسيق مع رجال الدرك الملكي بتحديد المناطق المتضررة التي عرفت انتشار الحشرة وتكاثرها بأشجار البلوط الفليني وقامت برشها بالمبيدات المرخصة لهذا الغرض.
وأفادت مصادر «الأخبار» أن المياه والغابات استنفرت مصالحها على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الحشرة الخطيرة التي قضت على المئات من الأشجار بالكامل. وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة فإن هذه الحشرة الفتاكة كانت تظهر كل سنة وتختفي، إلا أن تأثيرها هذه السنة كان قويا بسبب قلة مياه الأمطار حيث يزداد توغلها وانتشارها بسبب عوامل الجفاف.
وأكدت مصادر مطلعة أن إدارة المياه والغابات والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية أعدوا تقارير تقنية وعلمية عن هذه الحشرة قبل الاستعانة بشركة خاصة في رش المبيدات عبر الجو بطائرات تستعمل للمبيدات الفلاحية، حيث من المنتظر استمرار هذه العملية نظرا لاجتياح هذه الحشرة لمختلف غابات المعمورة الممتدة بين الرباط والقنيطرة.
هذا، وقد سبق أن أكد فلاحون ينشطون في مجال الرعي بغابة المعمورة ضواحي القنيطرة أن شجر الفلين أصبح عرضة لهجوم حشرة عبارة عن يرقة تسببت في القضاء على مئات الأشجار بالكامل بعدما زحف هذا النوع من الحشرات على الغابة، حيث تقوم في البداية بالفتك بأوراقها لتنتقل إلى جذعها وجذورها حتى تؤدي لهلاكها وتجعلها يابسة بالكامل وتقضي عليها في مدة زمنية قصيرة، وهو ما خلف كارثة في صفوف الأشجار مما يهدد هذا الغطاء النباتي لغابة المعمورة.
وأفادت مصادر الجريدة بأن الحشرة المعروفة في وسط الفلاحين وممتهني رعي الماشية التي يطلق عليها «لاروقة» ظهرت وسط الغابة منذ حوالي شهر وتتميز بالسرعة في القضاء على أشجار الفلين حيث تقوم بوضع آلاف اليرقات بجذوع الأشجار وعروشها وأوراقها وما أن تنهي الفتك بالشجرة حتى تنتقل إلى أخرى لتقضي عليها بالكامل، وهو ما دفع بفعاليات جمعوية إلى مطالبة الجهات الوصية كمندوبية المياه والغابات للتدخل من أجل القيام بما يلزم مع توفير المبيدات الضرورية للقضاء على هذه الحشرة التي اكتشفها الفلاحون والسكان المجاورون للغابة من جهة «أولاد انصر» و»اولاد الطالب» و»أولاد امليك» بنفوذ الجماعة الترابية الحدادة التابعة لإقليم القنيطرة.
وكانت جمعية المستقبل والصداقة بدوار أولاد الطالب بجماعة الحدادة راسلت المدير الإقليمي للمياه والغابات بإقليم القنيطرة مطالبة بالتدخل لحماية الغابة من هذه الحشرة الخطيرة التي اجتاحت غابة المعمورة مع اتخاذ التدابير اللازمة والإسراع بمعالجة هذه المعضلة التي حلت بالغابة لما لها من آثار على المنتوج الغابوي والبيئي الذي تزخر به منطقة الغرب، فضلا عن تنوع غطائها النباتي باعتبارها خزانا للتنوع البيولوجي، كما أنها تبقى مورد عيش للعديد من الفلاحين عبر استغلال المجال الغابوي في الرعي.