محمد سليماني
بعد أسابيع على ظهور بؤر للجراد الصحراوي بعدد من المناطق الصحراوية على طول شريط وادي درعة بالنفوذ الترابي لإقليم طاطا، قرر المركز الوطني لمحاربة الجراد الذي يوجد مقره بمدينة أيت ملول أخيرا، بدء عمليات محاربة الجراد باستعمال المروحيات.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم توجيه إنذارات للرحل والفلاحين ومربي النحل الموجودين على طول شريط وادي درعة، حيث بدأ الجراد يتكاثر، بضرورة إخلاء هذه الأماكن، والابتعاد عنها ما أمكن لمسافات بعيدة، لمدة تتجاوز نصف شهر، وذلك من أجل فسح المجال للمركز للقيام بطلعات متواصلة بالمروحيات ورش الجراد بالمبيدات. إذ بدأت هذه العملية يوم أمس الخميس بكل المناطق التي ظهرت فيها أسراب الجراد. وستستمر العمليات بشكل مسترسل إلى حين القضاء على كل البؤر التي باتت مصدرا مزعجا، وكابوسا مقلقا للفلاحين والكسابة.
كما تسود مخاوف كبيرة لدى سكان عدد من الجماعات بإقليم طاطا، من تحرك أسراب الجراد نحو واحات المنطقة، وهو ما يعني القضاء على ما تبقى من المزروعات المعيشية والكلائية، والأشجار المثمرة، وأشجار النخيل التي اقتربت تمارها من مرحلة النضج، خصوصا وأن أغلب هذه الواحات سبق أن كانت هدفا لألسنة النيران خلال السنوات القليلة الماضية.
وقد وصل موضوع تكاثر أسراب الجراد بضواحي إقليم طاطا إلى البرلمان، حيث وجه فريق التقدم والاشتراكية سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات حول الإجراءات المستعجلة والفعالة التي سوف تتخذها الوزارة، من أجل استباق تفشي الجراد ووقف زحفه، حماية للفلاح، وللزراعات والأشجار المثمرة التي تعاني أصلا من الجفاف. وكشفت البرلمانية نادية التهامي في سؤالها أنه تم أخيرا التداول من قبل بعض فعاليات المجتمع المدني، وبعضُ وسائل الإعلام الوطني، في موضوع ظهور حالات لأسراب الجراد في بعض المناطق الفلاحية من بلادنا، خاصة في وادي درعة بإقليم طاطا، وببعض الحقول في البروج بإقليم سطات، ما أدى بعدد من الخبراء إلى إطلاق تنبيهات بغاية استباق تفاقم المشكلة، كما أدى ذلك بالفلاحين المعنيين إلى الاستنجاد بالوزارة، قصد التدخل الناجع والسريع قبل أن يستفحل الموضوع، وخصوصا في اتجاه الأحواض المعروفة بكونها خزانا غذائيا في بلادنا، كما هو الشأن بالنسبة إلى حوض سوس مثلا.