أدانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، الخميس الماضي، شخصا في الأربعينات متهما بقتل شقيقه ب 25 سنة سجنا.
النطق بالحكم الذي سبقته مرافعات ساخنة من طرف ممثل الحق العام ودفاع الضحية والمتهم وهما شقيقان ينحدران من منطقة المعازيز بإقليم الخميسات، قبل أن تختلي الهيئة القضائية للمداولة وتقضي بالسجن لمدة 25 سنة في حق المتهم بقتل شقيقه الأكبر والأب لخمسة أبناء.
وكانت منطقة الزحيليكة القروية قد اهتزت في الأيام الأخيرة من رمضان الماضي، الذي تزامن مع فترة الحجر الصحي، على وقع جريمة مفجعة، ذهب ضحيتها رجل في الخمسينات من عمره، على يد شقيقه الذي يصغره بعشر سنوات تقريبا.
وتفيد معطيات الملف، أن المتهم دخل في نقاش حاد مع شقيقه بسبب دخول بقرة مملوكة للضحية إلى ضيعته، قبل أن يتحول هذا النزاع إلى اعتداء نجمت عنه وفاة.
ووفق نفس المعطيات فإن هذه الجريمة رافقتها أطوار مثيرة، حيث إن المتهم استغل فترة رمضان والحجر الصحي الشامل، حيث كان يتواجد وحيدا بحقل مجاور لمنزل أخيه، ليقدم على تصفيته، متحججا بترامي ماشيته على ضيعته وسماحه لها بالرعي فيها، في الوقت الذي أكد شهود من عائلة الضحية أنه كان ينتظر الفرصة للانتقام من شقيقه بسبب نزاعات قضائية بينهما حول الإرث.
وحسب نفس المعطيات، فقد عمد المتهم إلى توجيه ضربة قوية لشقيقه بواسطة عصا، ثم تركه بأرض خلاء مضرجا في دمائه، قبل أن يعود إلى منزله ويتناول الفطور رفقة أبنائه وزوجته بشكل عادي، بالمقابل تفاجأت عائلة الضحية بتأخره عن الالتحاق بمائدة الإفطار، ما دفع ابنه الأكبر إلى الخروج ليلا للبحث عنه، قبل أن يعثر عليه مرميا بجانب الطريق وتحديدا بالقرب من الضيعة، حيث سارع إلى إخبار أحد أعوان السلطة بالدوار الذي التحق به، من أ
جل نقله إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات لإنقاذه، وأثناء الطريق أخبر الضحية عون السلطة وهو يحتضر أنه تعرض لاعتداء قبيل أذان المغرب من طرف شقيقه، وأنه أحجم عن إخبار ابنه خوفا من ردة فعل مماثلة، قبل أن يلفظ أنفاسه وهو على متن سيارة الإسعاف.
وقد حاصرت عناصر الدرك المتهم وسط بيته بأمر من النيابة العامة بالخميسات، حيث قامت باقتياده إلى مقر سرية الدرك بالخميسات وإخضاعه للتحقيق، ليعترف بكل تفاصيل الجريمة، مبررا قتل شقيقه الأكبر بهذه الطريقة البشعة بالانتقام منه بسبب النزاعات القضائية الجارية بينهما حول الإرث.