أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء الماضي، حكما استئنافيا يقضي بإدانة سيدة من مواليد 1985 وعشيقها بالسجن المؤبد، بعد تواطئها معه على قتل زوجها ووالد أبنائها الأربعة، وهو الحكم نفسه الذي كانت غرفة الجنايات الابتدائية قد أصدرته في حق المتهمين منتصف يونيو من سنة 2019.
وحسب معطيات الملف، فقد تفجرت هذه القضية سنة 2018 بحي سيدي موسى بسلا، بعد العثور على جثة رجل مرمية بأرض خلاء بمنطقة سعيد حجي، وقد كشفت التحريات الأمنية التي انطلقت من مستشفى مولاي عبد الله بسلا حيث أخضعت الجثة للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة، أن سبب الوفاة يعود لجريمة قتل.
المعطيات ذاتها أكدت أن عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا، كانت قد باشرت أبحاثا تمهيدية مع زوجة الهالك، حيث أنكرت معرفتها وعلاقتها بأسباب الوفاة، مشيرة إلى أنه كان يعاني من نوبات صحية مفاجئة، قبل أن تتراجع عن أقوالها بعد محاصرة عشيقها بمعطيات مغايرة، أفرزتها عملية التفتيش التي خضع لها هاتف الهالك، حيث تعقبت فرق البحث مكالمات واردة عليه من أحد الأشخاص، ليتبين أنه عشيق الزوجة والمتهم الرئيسي وراء مقتل زوجها.
الموقوف الذي بدا عليه ارتباك شديد مباشرة بعد الشروع في استنطاقه، استسلم أمام المحققين واعترف بتفاصيل جريمة القتل التي ارتكبها في حق الهالك باتفاق مع زوجته، مضيفا أنه تعرف عليها وربط معها علاقة غير شرعية، تخللتها لقاءات جنسية متواترة بمنزل والديه، وأضاف أنه اتفق مع عشيقته على التخلص من زوجها عن طريق تسميمه حيث قامت بدس مادة سامة في أكلة «البيصارة»، وقد نفذت العملية دون أن تنجح بعد إنقاذه بقسم المستعجلات بسلا، ليفكر العشيقان في مسلك آخر لتصفية الزوج «المزعج» بعد أن تعذرت كل مساعي الطلاق بسبب رفض أسرة الزوجة، مقابل تشبث العشيقين ببعضهما وانغماسهما في علاقة حميمية ساخنة أرادا لها الاستمرار.
العشيق استدعى الهالك الذي كان يمتهن حرفة البناء باعتباره زبونا يريد ترميم بيته، وبعد ولوجه المنزل تفاجأ بوجود زوجته رفقة عشيقها بشقته، ليدخلا في عراك قوي أنهاه العشيق بجريمة قتل، قبل أن يقوم رفقة عشيقته بنقل الهالك عبر سيارته الخاصة إلى أرض خلاء بمنطقة سعيد حجي حيث كان يقطن، من أجل تمويه فرق البحث بتعرضه لحادث مميت قرب منزله.
