النعمان اليعلاوي
ترخي ظاهرة انتشار المتسولين والمختلين عقليا بظلالها على سكان عدد من أحياء سلا، بعد اعتداءات سابقة كان أبطالها مختلون عقليا، وصلت في بعض الحوادث المؤلمة حد القتل، وهو ما دفع عددا من جمعيات المجتمع المدني بالمدينة إلى توجيه نداء إلى السلطات المختصة، من أجل معالجة ظاهرة انتشار المختلين عقليا في شوارع وأزقة سلا. ورصدت الجمعيات المذكورة أن مختلا عقليا يعترض طريق المارة بشكل وصف بـ«الخطير»، في حي السلام بسلا، منذ أيام، في وقت يتخوف فيه سكان المدينة، سيما بحي السلام، من تكرار جريمة القتل التي راحت ضحيتها جدة أحد المرضى النفسيين، بعدما أقدم على ذبحها، وبعد جريمة القتل التي تعرضت لها إحدى السائحات الفرنسيات بمدينة تيزنيت.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن مختلا عقليا آخر أثار الرعب في نفوس عدد من المواطنين، بالقرب من منطقة باب سبتة بسلا، بعدما اعترض سبيل عدد من المواطنين، وعرض بعضهم لكدمات وجروح. مضيفة أن المختل فاجأ أحد الموظفين أثناء عودته من عمله، بينما كان يسير بالشارع العام، قبل أن يتفاجأ بالمختل يوجه إليه لكمات قوية أصابته بجروح وخدوش على مستوى وجهه. وأوضحت المصادر ذاتها أن تدخل المارة هو الذي حال دون استمرار هذا الحادث المروع، فيما عبر بعض السكان ممن حضر الواقعة عن استنكارهم لمثل هذه التصرفات، كما استنكروا عدم وجود حملات لإيقاف مثل هؤلاء الأشخاص، الذين تجهل هوياتهم والظروف التي قذفت بهم بين ردهات الشوارع، وحتى لا يشكلوا من جديد خطرا على السكان والمارة.
وتشهد شوارع سلا وجودا مكثفا للمختلين، رغم توفر المدينة على مستشفى «الرازي»، المتخصص في إيواء ومعالجة هذا النوع من المرضى. بينما يرجع سكان سلا، تزايد عدد المختلين عقليا والمرضى النفسيين بالمدينة، إلى استهلاك الأقراص المهلوسة، وتراجع الطاقة الاستيعابية لمستشفى «الرازي» للأمراض النفسية، والذي يعد المستشفى الوحيد لهذا التخصص على مستوى الإقليم، وقد قلص من عدد الحالات التي يتم استقبالها بالمشفى، بداعي الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.