أكادير: محمد سليماني
عجل الاختناق المروري الذي تعرفه جل شوارع مدينة أكادير، بافتتاح ممر تحت أرضي ثان، وذلك من أجل تسهيل حركة المرور وضمان انسيابية عبور المركبات والعربات بطريقة سلسة.
وبحسب ما عاينته “الأخبار”، فإن جل المحاور الكبرى بمدينة أكادير وضواحيها تعرف ازدحاما كبيرا، وضغطا مروريا غير مسبوق، ذلك أنه لقطع مسافة كيلومتر واحد فقط، فإن ذلك يتطلب أكثر من نصف ساعة من الزمن، وذلك بسبب كثرة الأشغال في أغلب المحاور بالمدينة، والمتعلقة بتشييد ممرات خاصة بالحافلات عالية الجودة المزمع إطلاقها للعمل في المنظور القريب، إضافة إلى ارتفاع حظيرة السيارات والعربات كل فصل صيف بأكادير، الأمر الذي يزيد من حدة الضغط المروري، وارتباكه في أغلب الأحيان.
ومن أجل التخفيف من حدة الاختناق المروري، تم يوم الجمعة الماضي الشروع في استغلال ممر تحت أرضي يوجد بملتقى الطريق الوطنية رقم 1 وطريق شرق غرب بحي تيليلا بمدينة أكادير. ويعول على هذا الممر من أجل تسهيل حركة السير بمدخل الشمال الشرقي للمدينة، والذي يعرف بدوره بطئا شديدا في حركة السير، بسبب الأشغال التي يعرفها الطريق المؤدي إلى حي تيكوين. ويعد هذا الممر هو الثاني الذي شرع في استغلاله، بعد افتتاح ممر تحت أرضي مماثل بمدارة ملتقى شارع عبد الرحيم بوعبيد والطريق الوطنية رقم 1، بداية شهر يوليوز المنصرم والذي أنجز في وقت قياسي، بهدف تخفيف حركة السير والتنقلات المرورية بالمدينة.
وتبلغ تكلفة مشروع الممرات تحت أرضية، التي ستمكن من تخفيف الضغط على مجموعة الطرقات الحضرية وتحقيق انسيابية المرور، ما مجموعه 102,5 مليون درهم، حيث تم خلالها تحويل شبكات الماء والكهرباء، وبناء منشآت صرف المياه، وتهيئة الطرق الجانبية، إضافة إلى تهيئة وتوسعة ملتقيات الطرق.
وفي إطار تحسين جودة التنقلات، حركة السير بالمدينة، تم قبل أسابيع، إعطاء انطلاقة أشغال بناء الطريق المداري الشمالي الشرقي لأكادير الكبير مع الربط بميناء أكادير ومطار المسيرة، ثم تأهيل الطريق السريع بين المطار والميناء. وتبلغ تكلفة هذا المشروع الذي حدد لنهاية أشغاله شهر مارس 2024، ما مجموعه 770 مليون درهم، إذ سيتم بناء الطريق المداري على طول 23,5 كيلومتر، وإنشاء 11 منشأة فنية على طول الطريق، وبناء قنطرة على وادي سوس، وتشييد 4 ممرات تحت أرضية، و5 ممرات علوية. وارتباطا بهذا المشروع كذلك، سيتم تهيئة مداخل المحاور الطرقية؛ شرق- غرب، وحي القدس، وميناء أكادير على طول 9 كيلومترات، ثم تقوية الطريق الوطنية رقم 11 على طول 4 كيلومترات. أما بالنسبة لتأهيل الطريق السريع بين مطار المسيرة وميناء أكادير على طول 20 كيلومتر، والذي قرر أن تنتهي أشغاله في مارس 2024، فتبلغ تكلفته المالية 632 مليون درهم، إذ سيتم تقوية وتوسعة الطريق الوطنية رقم 1، وتوسعة القنطرة المزدوجة على وادي سوس، إضافة إلى بناء 13 منشأة فنية، و11 ممرا تحت أرضي، وممرين علويين.
وتروم هذه المشاريع التي تدخل ضمن برنامج التأهيل الحضري لمدينة أكادير 2020-2024، تحسين والرفع من مؤشرات السلامة الطرقية وتجويد الخدمات المقدمة لمستعملي الطريق عبر ضمان انسيابية حركة المرور وإلغاء جميع الملتقيات والمدارات الطرقية التي تعرف ازدحاما شديدا، كما سيمكن أيضا من تقليص مدة السفر سواء بالنسبة لمستعملي الطريق المحليين أو مستعملي الطريق العابرين، وكذلك تسهيل نقل البضائع داخل أكادير الكبير.
