مصطفى عفيف
كشف تقرير المجلس الجهوي للحسابات بالدار البيضاء فضيحة كبرى داخل قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الجديدة، بعد توقيف ثلاثة موظفين بعمالة الإقليم. ويتعلق الأمر بكل من رئيس القسم الاجتماعي، ورئيس القسم الثقافي، وموظف بالعمالة، بناء على تقرير صادر عن المجلس الجهوي للحسابات، والذي رصد أزيد من 1000 ملاحظة تتعلق باختلالات مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال فترة العامل السابق محمد الكروج، والذي كشف عن كون عشرات المشاريع الممولة من طرف صندوق المبادرة بعدد من الجماعات الترابية التابعة لإقليم الجديدة لا توجد على أرض الواقع، والتي اعتبرها التقرير مشاريع وهمية على الورق فحسب. ووقف قضاة المجلس على خروقات بشأن تدبير ميزانية المبادرة، من خلال الإخلال بالمساطر ومقتضيات المحاسبة والتتبع.
وأفادت مصادر مقربة من هذا الملف بأن تقرير المجلس الجهوي للحسابات كشف النقاب عن غياب مهمات المراقبة التتبع من طرف قسم العمل الاجتماعي بعمالة الجديدة للمشاريع الممولة ومقارنتها بالإنجازات، خاصة أن عددا من المشاريع لم يتم إنجازها على أرض الواقع، كما أن موارد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استعملت لأغراض سياسية، ما جعلها تحيد عن الأهداف المتوخاة منها.
وكشفت مصادر «الأخبار» أن تقرير المجلس الجهوي الذي عصف بثلاثة مسؤولين بعمالة الجديدة، وقف على أن هناك جمعيات وتعاونيات استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالفت الاتفاقيات والنصوص القانونية وحصلت على الأموال، لكن أغلب هذه المشاريع كانت فاشلة، بالإضافة إلى أن جمعيات تم تأسيسها خصيصا لهذا الغرض، دون أن تكون للمستفيدين دراية بالمشاريع التي استفادوا منها.
وكشفت المصادر نفسها أن هذا الملف وضع بين يد المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية، التي تلقت الضوء الأخضر بشأن إجراء عملية الافتحاص والتحقيق في الجمعيات والجماعات الترابية التي استفادت من المشاريع الممولة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وستهم التحريات أيضا، التدقيق في وثائق محاسبة جمعيات تستفيد سنويا من الدعم لتمويل أنشطتها، وتشمل أيضا عشرات الجمعيات التي تنشط في المناطق غير المستهدفة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويأتي تفجر هذا الملف في وقت كانت مجموعة من الفعاليات بالإقليم قد طالبت العامل السابق في أكثر من مناسبة بفتح تحقيق في المشاريع الممولة من طرف صندوق المبادرة الوطنية، ورصدت الفعاليات نفسها أن أغلب مشاريع المبادرة بعمالة الجديدة كان مآلها الفشل، ومنها المتوقفة والتي تحولت إلى أطلال، والكشف عن الجهات التي استفادت واغتنت من هذا الورش الوطني الكبير، والضرب بيد من حديد على كل من ثبت تورطه بالتلاعب في مشاريع موجهة إلى الفئات المسحوقة.