النعمان اليعلاوي:
مازال التعثر يطبع العديد من المشاريع الخاصة بتهيئة المدينة العتيقة بسلا، على رأسها مشروع تأهيل المدينة العتيقة بسلا، الذي تم إطلاقه تحت أنظار الملك في 2018. فقد أوردت مصادر مطلعة أن إحدى الشركات التي فوت لها مشروع إعادة تأهيل مجموعة من المناطق بالمدينة العتيقة لسلا، والتي خصص لها مبلغ كبير ورعاية من طرف الملك محمد السادس، باتت تعيش على وقع احتجاجات من طرف عمالها الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم في «ظروف غامضة».
وقالت المصادر إن «الوضع أربك الشركة والأشغال برمتها، في الوقت الذي لم يتوصل العمال بالشركة بجزء من مستحقاتهم لعملية التأهيل، ما قد يؤدي إلى فشل وتوقف المشروع الذي كان من المفترض أن يتم الانتهاء من أشغاله مع نهاية هذه السنة»، حسب المصادر التي أوردت أنه بسبب هذه الاحتجاجات «قرر العمال مغادرة مكان الأشغال إلى حين حصولهم على مستحقاتهم».
وشددت المصادر ذاتها على أن «الأوضاع زادت حدة بسبب الضغط الذي يواجه به العمال الذين يعملون على إعالة أسرهم، وأغلبهم من مناطق متفرقة من المغرب».
في السياق ذاته، وضعت مجموعة من الأسر، بالمدينة العتيقة بسلا، شكاية لدى المحكمة الابتدائية بسلا، ضد الشركة المعنية بأشغال ترميم بعض المباني القديمة بالمدينة، وذلك في إطار برنامج تأهيل المدينة العتيقة.
وقالت مصادر مقربة من العائلات المتضررة إن المعنيين كانوا قد أخلوا منازلهم التي تدخل في برنامج تأهيل المدينة العتيقة، وتم تسليمها للشركة المعنية لتخضع للترميم كشأن باقي مرافق المدينة العتيقة، غير أن طبيعة الأشغال التي تم إحداثها في تلك المنازل حولتها إلى «خراب».
وأشارت المصادر إلى أن «أصحاب المنازل الآيلة للسقوط أفرغوا منازلهم بغرض الترميم لمدة جاوزت العام ونصف، وبعد تلك المدة تم تسليم المنازل لأصحابها، غير أنه لم تحترم شروط السلامة، ما دفع أصحاب تلك المنازل إلى إعادة الاشتغال عليها وترميم ما خلفته الأشغال السابقة». وطالبت العائلات المتضررة بـ«الوقوف على حجم الخسائر من خلال توجيه لجنة للمراقبة والتدقيق في تلك الأشغال وعدم احترامها للمعايير»، مشيرين إلى أنه «تم تعييب العديد من الآثار والزخارف الأثرية التي تمتاز بها تلك المنازل».
يشار إلى أن اتفاقية تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا سطرت أربعة محاور رئيسية، أولها (تأهيل البنية التحتية وتحسين السير والجولان 435 مليون درهم)، ويتضمن إحداث مرأب تحت أرضي بباب فاس بطابقين وتهيئة الساحة ـ تهيئة مواقف للسيارات وتهيئة الشوارع والأزقة بالمدينة العتيقة 180 مليون درهم، بالإضافة للإنارة العمومية، اقتناء التجهيزات وتهيئة الحدائق والساحات العمومية وساحة الشهداء، والطريق الساحلي المقابل لسيدي عبد الله بنحسون، وباب سبتة، وساحة سوق لغزل، وتأهيل شبكات الربط المختلفة بالمدينة العتيقة (الماء الصالح للشرب، التطهير السائل، الكهرباء).