النعمان اليعلاوي
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا قام بإقالة أربعة رؤساء للأقسام بمديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط. وأكدت مصادر متطابقة أن إبعاد المسؤولين الأربعة عن الخدمة، داخل المستشفى المذكور، كان بسبب الاختلالات الإدارية المرصودة بحقهم، وفشلهم في تدبير المرفق الصحي داخل المركز وفق النظام المعمول به. مضيفة أن قرار الإقالة اتخذ أسابيع فقط، بعد «فضيحة» ترقية مرشحة غير مستوفية للشروط، ضمن امتحان الكفاءة المهنية لولوج الدرجة الممتازة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، ما أثار ضجة واسعة في الوسط الصحي بين المهنيين.
قرار إقالة المسؤولين الأربعة، في مديرية ابن سينا، يأتي في الوقت الذي كانت مصادر أكدت أن وزارة الصحة بدأت تهيئ ملفات إعفاء عدد من المسؤولين بالمستشفى الجهوي مولاي يوسف بالرباط، التابع بدوره للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وذلك على ضوء التقرير الأخير لتحقيق المفتشية العامة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمستشفى، حسب المصادر، التي أوضحت أن مضامين التقرير خلفت حالة استنفار واسعة بمندوبية وزارة الصحة بالرباط، تزامنا مع الضغط النقابي، حيث طالبت نقابات مهنية بكشف مضامينه.
وأبرزت المصادر أن التحقيق يخص مشاكل بالجملة واقعة بمصحة المستعجلات، بداية بغياب قاعة الفرز لاستقبال المرضى ولتفادي الاكتظاظ وتحديد الحالات المستعجلة من غيرها، وبقاء المرضى في قاعة المراقبة لمدة طويلة وعدم انتقالهم إلى المصالح الاستشفائية في الوقت المناسب، وأيضا غياب مجموعة من الاختصاصات، وخصوصا عند الحاجة إلى طلب الاستشارة بشأن بعض الحالات المستعجلة.
وأشارت المصادر إلى ما اعتبرتها حالة من «اللخبطة» في عملية جلب من مركز تحاقن الدم، وإقحام تقني الإسعاف في هذا الأمر الخارج عن مهامهم، بحسب المذكرة الوزارية 172 الصادرة سنة 2009؛ بالإضافة إلى «تهالك سيارة الإسعاف وعدم صيانتها، مما قد يتسبب في حوادث وخيمة تضر بالتقنيين والمرافقين والمرضى على حد سواء؛ ناهيك عن عدم أخذ الموافقة من مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة قبل تحويل المرضى، بالإضافة إلى عدم إرسال الأقاليم التابعة للجهة للحالات المستعجلة بالمستشفى الجهوي، نظرا إلى النواقص التي يعرفها»، مع «كثرة مناصب المسؤولية بالنيابة واتخاذ القرار بطريقة مزاجية ترقيعية يضع الكثير من التساؤلات»، كما «تعاني مصلحة التعقيم هي الأخرى من انعدام الصيانة، حيث تدهورت حالة الأدوات الجراحية وتعرضت للتلف، نظرا إلى جودتها الرديئة، مع تكون تعفنات على مستوى آلات الماء المقطر».