أكادير: محمد سليماني
أفادت مصادر طبية مطلعة بأن المركز الاستشفائي الحسن الثاني بأكادير يعيش هذه الأيام على صفيح ساخن، وذلك بعد وصول العلاقة بين الأطباء العاملين بهذه المؤسسة الاستشفائية والإدارة المسيرة إلى الباب المسدود.
وبحسب المصادر، فإن الأطباء المنتمين إلى النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام انتفضوا في وجه إدارة المستشفى والمسؤولين إقليميا وجهويا عن قطاع الصحة، بسبب ما أسموه انعدام ظروف العمل المواتية. وكشفت المصادر أن الأطباء الجراحين يعانون من أزمة خانقة، ذلك أن المركب الجراحي بالمركز الاستشفائي الجهوي يتوفر على 9 قاعات للجراحة، غير أن 6 قاعات مغلقة وغير مشغلة، الأمر الذي يجعل هؤلاء الأطباء يتناوبون على القاعات الثلاث المتبقية للقيام بالعمليات الجراحية، مما يؤزم وضعيتهم، ويؤرق المرضى، حيث أصبحت العمليات المبرمجة تزداد مدتها لفترات طويلة جدا. إضافة إلى ذلك، أضحى المستشفى بدوره ينقل عدوى بعض الأمراض إلى المرضى، ذلك أن هؤلاء يتكدسون في أجنحة استشفائية، حيث تم جمع الذين يعانون من الكسور مع الذين يعانون من أمراض الرئة، والأمعاء وغيرها من الأمراض، بعدما كان في السابق كل مرض له جناح استشفائي خاص به، غير أنه منذ تحويل بعض الأجنحة إلى مرضى «كوفيد- 19»، تم تكديس باقي المرضى في أجنحة قليلة.
وعلمت «الأخبار» من مصادرها أن هذه القاعات الجراحية الثلاث باتت مصدرا للتعفنات، والتي تنتقل إلى المرضى، بحيث إن جميع أنواع العمليات الجراحية تجرى بهذه القاعات الثلاث، ذلك أنه تم القيام ببعض التحاليل المخبرية بهذه القاعات، فتبين أنها مصدرا للتعفنات، إذ إن بعض المرضى حلوا بالمستشفى للبحث عن علاج بعض الأمراض، فإذا بهم انتقلت إليهم أمراض أخرى.
ودخل المكتب المحلي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام على الخط، حيث فضح ما أسماه «الوضع الكارثي التي تعرفه مختلف المرافق الحيوية لهذه المؤسسة، خاصة المركب الجراحي الذي يفتقر إلى أبسط المعدات البيوطبية، بالإضافة إلى الشح الكبير في الأدوية الحيوية واللوازم الطبية».
وبحسب المعلومات، فإن ظروف العمل غير المواتية والافتقار إلى أبسط وسائل العمل الضرورية، بالإضافة إلى طريقة تدبير الشأن الصحي بالجهة، أضحت سببا مباشرا في نزوح عدد كبير من الأطباء من الوظيفة العمومية، ذلك أن جهة سوس – ماسة أصبحت تحتل مراتب متقدمة في السنوات الأخيرة في عدد الأطباء الذين تركوا الوظيفة العمومية، من بينهم ما يزيد على 15 طبيبا بالمركز الاستشفائي الجهوي لأكادير، و16 طبيبا بالمركز الاستشفائي الإقليمي لإنزكان، و4 أطباء بالمستشفى الإقليمي لبيوكرى.