وصف عصام كومري، النائب الأول لرئيس مقاطعة البرنوصي، الأشغال التي تعرفها المشاريع بتراب المنطقة بالتخريبية، والتي لا علاقة لها بمعايير وشروط إنجاز المشاريع بالمدن، خاصة إذا تعلق الأمر بالمرافق والبنيات التحتية بمدينة بحجم الدار البيضاء، مشيرا بأصابع الاتهام إلى قسم الشؤون التقنية بالمقاطعة، ودوره في ضرورة تتبع هذه المشاريع. فيما اعتبر سعيد صابري، رئيس مقاطعة البرنوصي، أن نائبه الأول يخلط بين العمل الجمعوي وتدبير شؤون المواطنين بالمقاطعة، مشيرا إلى أنه يبقى من أصغر النواب وعليه مجاراة إيقاع المشاريع الموجهة إلى الساكنة.
حمزة سعود
دعا عصام كومري، النائب الأول لرئيس مقاطعة البرنوصي، إلى ضرورة إيفاد اللجان التفتيشية التابعة لوزارة الداخلية والمجلس الجهوي للحسابات، من أجل التدقيق في الميزانيات المرصودة للمشاريع ضمنها ملاعب القرب وصفقات أخرى كلفت الملايير، مشيرا إلى أن عددا من الفضاءات الرياضية يزاول فيها المواطنون والسكان أنشطتهم دون التوفر على تأمينات أو تراخيص مسلمة من مجلس العمالة ومجلس المدينة من أجل الشروع في استغلال هذه الفضاءات.
وكشف عصام كومري بأن مجلس مقاطعة البرنوصي، برمج صفقات بالملايير في الوقت الذي يقترض فيه مجلس المدينة ومجلس الجهة من البنك الدولي ومن صندوق التجهيز الجماعي، علما بأن ملاعب القرب ستتم تهيئتها بـ7 ملايين درهم ومنتزهات القرب بـ20 مليون درهم، و60 مليون درهم للأسواق الجماعية وسوق للحرفيين بـ80 مليون درهم، وتهيئة للطرقات بـ400 مليون درهم، وكورنيش البرنوصي بـ65 مليون درهم وملعب المنصورية بـ25 مليون درهم، اعتمادا على فائض المجالس المنتخبة السابقة.
وأفاد النائب الأول لرئيس مقاطعة البرنوصي، بأن عددا من المقاولات في مجال البناء تضرب عرض الحائط مبدأ التنافسية، وتحصل على صفقات، تثهدر عبرها هذه الأخيرة المال العام لا غير، مستغلة هذه المقاولات فائضا ماليا يعود إلى المجالس المنتخبة السابقة.
وأوضح عصام كومري، في حديثه مع «الأخبار» بأن عددا من المشاريع تم نقلها من الحيز الجغرافي الذي كانت ستشيد عليه هذه المشاريع إلى أحياء ومناطق جغرافية أخرى لا علاقة لها بدفاتر التحملات التي برمجتها المجالس السابقة لصالح هذه المشاريع. بعد أن شهدت عدد من الأحياء بمنطقة البرنوصي، اجتثاثا لأشجار معمرة وعدد من المساحات الخضراء، في الوقت الذي سمح فيه مجلس المقاطعة بزحف الإسمنت على المساحات الخضراء التي تبقى الساكنة في حاجة ماسة إليها.
وقال كومري، إن التقييم الإيجابي للتجارب التدبيرية داخل المقاطعات والمجالس المنتخبة تحدده سنتين، مشيرا إلى أن الحصيلة المسجلة بمقاطعة البرنوصي تبقى هزيلة ولا تبشر على مواصلته كنائب أو عضو في أغلبية مجلسها الانتخابي.
وتحدث النائب عصام الكومري، عن فوضى أسطول السيارات التابعة للمقاطعة، مشيرا إلى أنه يتم نزع سيارات الخدمة من بعض النواب ومنحها لصالح مستشارين آخرين، معربا عن حاجة الساكنة إلى ضرورة تدخل مصالح الشرطة الإدارية من أجل رصد الاختلالات والنقاط السوداء إداريا في تدبير شؤون المقاطعة.
واعتبر كومري أن جميع الأنشطة الثقافية والمسرحية التي كانت مبرمجة من أجل الاهتمام بالتنمية البشرية والثقافية بالمنطقة، تم تحويلها لصالح تخريب المساحات الخضراء على حساب تشييد الأسواق والبنايات، علما بأن المقاطعة تشكل الاستثناء من بين المقاطعات الـ16 بالدار البيضاء في مجال تدبير وتهيئة وتشييد المساحات الخضراء.
من جانبه، قال سعيد صابري، رئيس مقاطعة البرنوصي، في حديثه مع «الأخبار» إن نائبه الأول، مازال يحتفظ بتفويض الشؤون الثقافية والرياضية التي يزاولها، دون أن يتم سحبها منه، داعيا النائب عصام الكومري إلى عدم الخلط بين أساليب تدبير الشأن المحلي للمقاطعة والجمعيات.
واعتبر صابري، رئيس مقاطعة البرنوصي، بأن تدبير الشأن المحلي يلزمه تدبير عقلاني داخل مجلس المقاطعة وليس عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن عددا من الادعاءات والتصريحات التي يطلقها نائبه الأول تتضمن مغالطات، بحكم المشاريع المخصصة بالمقاطعات للأسواق نموذجية وتهيئة للأرصفة والطرقات.
واعتبر صابري، بأن المساحات الخضراء بتراب مقاطعة البرنوصي، تتجاوز 20 هكتارا، بناء على 4 مشاريع في مجال التشجير والمنتزهات، مشيرا إلى أن نائبه الأول يبقى من بين أصغر النواب، ويتعين عليه مواكبة المشاريع من داخل مجلس المقاطعة وليس من خارجها.