شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

احتفالات باهتة للنقابات بعيد الشغل

فاتح ماي.. مسيرات عمالية ضعيفة ورسائل نقابية وسياسية في مهرجانات خطابية

النعمان اليعلاوي

بدت احتفالات المركزيات النقابية بالعيد العمالي العالمي (فاتح ماي)، باهتة هذه السنة، في ظل ارتفاع موجة الغضب الشعبي ضد التهاب الأسعار وأزمة الضخم. واختارت عدد من المركزيات تنظيم احتفالات متفرقة في عدة مدن، ودعت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى الارتقاء بميثاق الحوار الاجتماعي نحو قانون ملزم لكل الأطراف على كافة المستويات. ودعت النقابة ذاتها إلى إجراء حوار وطني شامل لإعادة الثقة للعملية السياسية وللمؤسسات التمثيلية، وإشراك حقيقي لكافة المتدخلين، في ظل حماية الحريات النقابية، وتوفير الشروط الضرورية للمساهمة الجماعية في البحث عن الحلول والبدائل للمشاكل القائمة.

وسجلت النقابة أن الطبقة العاملة مستعدة دوما للمساهمة في كل المبادرات البناءة والهادفة إلى جعل بلادنا تواجه التحديات، انطلاقا من مرتكزات حقيقية لبناء الدولة الاجتماعية، وإشراك حقيقي للحركة النقابية في القرارات والسياسات العمومية. وطالبت أيضا بضرورة اتخاذ إجراءات عملية وملموسة وآنية، لحماية القدرة الشرائية للمغاربة عبر تسقيف الأسعار وهوامش الربح، وتخفيض الضرائب على المحروقات، والتصدي لكل أشكال الاحتكار والمضاربات، بالإضافة إلى الإعفاء الكلي من الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى المواد الغذائية الأساسية.

من جانبه، عبر ميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته المركزية النقابية في الدار البيضاء بمناسبة عيد الشغل، عن استنكاره الشديد لغلاء المعيشة، وتجميد الأجور، والحيف الضريبي الذي يطال الطبقة العاملة، وذلك تزامنا مع المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها الهيئة النقابية، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، بمناسبة فاتح ماي 2023، مؤكدا على ضرورة احترام اتفاق 30 يناير 2022، خاصة الالتزامات المرتبطة بآليات تحسين الدخل، وضمنها الزيادة العامة في الأجور، ومراجعة أشطر الضريبة على الدخل، وإحداث درجة جديدة للترقي، ومراجعة القوانين الانتخابية المهنية.

وفي هذا السياق قال مخاريق إن الطبقة العاملة المغربية بقيادة الاتحاد المغربي للشغل تحتفل بعيدها الأممي هذه السنة في ظروف جد استثنائية، تتميز بغلاء المعيشة وضرب القدرة الشرائية لعموم الأجراء والجماهير الشعبية، موضحا أن هذا اليوم ستجعل منه النقابة يوما للاحتجاج والاستنكار ضد غلاء المعيشة وتجميد الأجور والحيف الضريبي الذي يطال الطبقة العاملة باقتطاعات مهولة. وأضاف المسؤول النقابي أن فاتح ماي 2023 سيتم تخليده أيضا لعدم التزام الحكومة بمخرجات الحوار الاجتماعي لدورة أبريل، مشيرا إلى أنه جرت العادة منذ سنوات أن تتفاوض النقابات والحكومة وتتحاور وتصل إلى توافقات، من أجل تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمهنية للأجراء.

في المقابل، اختار النعم ميارة الحديث عن إنجازات الحكومة الحالية، واستعرض الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في كلمته المكاسب التي رافعت عنها نقابة الاستقلال داخل الحكومة الحالية. واختار الاتحاد العام للشغالين بالمغرب تخليد ذكرى عيد الشغل بالدار البيضاء، باعتبارها تمثل أكبر قوة اقتصادية سيظل الاتحاد يدافع عن صون كل المكاسب التي حققها داخل المصانع والمعامل، خاصة في المصانع الكبرى بهذه المدينة وباقي المدن، بحسب تعبيره.

وشدد ميارة على أن الاتحاد دافع عن مأسسة الحوار الاجتماعي، واستطاع ترسيخه عبر جولتين، عرض خلالهما مجموعة من المكتسبات، مردفا أن الاتحاد ولأول مرة انتزع 14 مليارا و800 مليون درهم خلال سنة واحدة، لدعم شغيلة قطاعي الصحة والتعليم العالي، بمليارين لكل قطاع، مضيفا أن هذه الهيئة النقابية صارت بفضل جهود مشتركة مع كل المناضلين تسيطر على القطاع الخاص، الذي دافع الاتحاد عن رفع أجور شغيلته بـ10 في المائة، نفذت منها النصف، وستنفذ النصف الآخر في الأشهر المقبلة، مؤكدا على أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لن يتخلى عن أي منخرط فيه تم طرده من وظيفته لنشاطه النقابي.

وخارج سياق الاحتفالات العمالية، اعتلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المنصة الخطابية لمركزية الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابية لحزب “البيجيدي”، من أجل توجيه رسائل سياسية إلى الحكومة، مستعملا مرة أخرى “التماسيح والعفاريت”، الذين قال إنهم يهندسون الخطط من أجل إبعاد حزبه عن الساحة السياسية عبر تحجيم وزنه، كما انتقد عدم وفاء رئيس الحكومة الحالي بوعوده إزاء المواطنين، ورفْض مساعي وزير العدل لـ”شرعنة” العلاقات الجنسية خارج الزواج.

وقال بنكيران، خلال المهرجان الخطابي الذي نظمه الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بمناسبة عيد العمال بالدار البيضاء، إن الشعب المغربي صوّت على حزبنا في 7 أكتوبر 2016 كأول حزب منتقلا من 107 مقاعد إلى 125 مقعدا، وتم تعيين أخيكم هذا رئيسا للحكومة؛ لكن المؤامرات والمناورات والألاعيب ذهبت في اتجاه حرماننا من هذا الفوز المستحق، على الأقل بإزاحة بنكيران في المرحلة الأولى، والحزب في المرحلة الثانية، ليصل إلى ما يوجد عليه اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى