بسبب مضايقات نتيجة تفاقم أزمة الماء الصالح للشرب
الداخلة: محمد سليماني
دخل العشرات من سائقي وأرباب الشاحنات الصهريجية والصهاريج المجرورة بالجرارات في اعتصام متواصل، منذ أيام، احتجاجا على ما أسموها المضايقات التي تواجههم يوميا عند إحدى الآبار بإقليم وادي الذهب.
وبحسب المصادر، فإن سكان مدينة الداخلة يقتنون مياه الشرب وتهييء الشاي من هذه الصهاريج التي تبيع الماء العذب، بحيث تحولت إلى مورد دخل قار لعدد كبير من المواطنين الذين يعيلون أسرا من عائدات بيع الماء، إلا أنه في الأيام الأخيرة أصبح هؤلاء يعانون الأمرين، بسبب إعطاء أسبقية الملء للشاحنات الصهريجية التابعة لمجلس الجماعة، وأيضا تلك التابعة للقوات المسلحة الملكية، في حين يُمنع على الشاحنات الصهريجية الأخرى التقدم نحو البئر لملء خزاناتها إلى حين انتهاء شاحنات الجيش والجماعة. واستنادا إلى المحتجين، فإن أزيد من 160 شاحنة صهريجية للخواص تظل مرابطة لأيام طويلة قرب البئر في انتظار أن يحين دورها للملء، غير أنه إذا حلت شاحنات الجماعة والجيش، فإن الشاحنات الأخرى يتم إرجاء دورها مرة أخرى، مما يفاقم معاناة الكثيرين منهم، خصوصا وأن ملء صهريج شاحنة واحدة يستغرق أزيد من ساعة من الزمن.
ومن انعكاسات هذا الأمر ارتفاع طلب المواطنين على ماء الشرب، حيث يتنقلون بين أحياء المدينة بحثا عن شاحنات صهريجية لاقتناء الماء، إذ كلما رأوا صهريجا اعترضوا سبيل سائقه وفرضوا عليه تزويدهم بالماء أولا، ثم الانتقال لتلبية طلب زبنائه، الأمر الذي يزيد من حدة المشاحنات والصراعات ما بين المواطنين وسائقي الشاحنات الصهريجية.
وبحسب المصادر، فإن حدة الطلب على الماء قد ارتفعت أخيرا، بسبب الاضطراب الكبير المسجل في شبكة توزيع الماء الصالح للشرب بالداخلة، نتيجة أشغال صيانة وترميم تجهيزات الخزان العالي الموجود بشمال المدينة. وكانت المديرية الجهوية للماء الصالح للشرب قد أوضحت، قبل أيام، أن شبكة توزيع الماء الشروب ستعرف انخفاضا في صبيب وضغط الماء الشروب، مما سينتج عنه بعض الانقطاعات على مستوى بعض أحياء الداخلة لمدة 45 يوما، وذلك ابتداء من يوم 23 نونبر الماضي. ولهذا السبب ازدادت معاناة السكان في ظل هذا الواقع الجديد، الذي وجد الناس أنفسهم أمامه، حيث يواصل العشرات من المواطنين تنقلهم فرادى وجماعات بين أحياء المدينة، يطاردون الشاحنات الصهريجية التي تبيع الماء في الأحياء ويتسابقون نحوها، غير أن ارتفاع الطلب على الماء وكثرة المطاردين، يصعبان من إمكانية تزويدهم بالماء بشكل سلس.