فعاليات تنتقد طريقة استفادة الجمعيات
سطات: مصطفى عفيف
عادت من جديد موجة الاحتقان داخل صفوف جمعيات المجتمع المدني بمدينة سطات، بسبب ما وصفته بالإقصاء المتعمد الذي طالها، خلال التصويت على النقطة المتعلقة بتوزيع منح الدعم المخصصة للجمعيات والفرق الرياضية من طرف المجلس الجماعي بسطات، خلال الدورة العادية لشهر فبراير 2022، والتي تمت المصادقة خلالها على الجمعيات المستفيدة من الدعم، وهي النقطة التي جعلت المسؤولين عن الجمعيات المذكورة يخرجون عن صمتهم داخل القاعة المخصصة لأشغال دورة المجلس، للتعبير عما أسموه الإقصاء الممنهج والمتعمد الذي فرضه عليهم المجلس الجماعي في ولايته الجديدة، بخصوص توزيع المنح بين الجمعيات والفرقة الرياضية بالإقليم، والاقتصار على جمعيات بعينها محسوبة على حزب سياسي مسير. كما عبرت فعاليات المجتمع المدني بالمدينة عن تشبثها بحقها في المطالبة بمعرفة أسباب هذا الإقصاء من المنحة والتقليص منها، عكس ما حظيت به جمعيات وفرق رياضية تنتمي إلى إقليم معين، دون غيره من أقاليم الجهة.
كما عبرت الجمعيات الرياضية والمدنية المعنية بالإقصاء، عن أن قرار المجلس المتخذ خلال جلسة الدورة العادية لشهر فبراير الأخيرة، والتي تم خلالها إدراج نقطة توزيع الدعم، وهي العملية التي لم يراع فيها مبدأ الانتقاء بدقة، واعتبرته الجمعيات بالقرار التعسفي في حق جمعيات تنتمي إلى مدينة سطات، دون أخرى تخدم أجندة سياسية لحزب معين، وهو في حد ذاته إجراء مقصود، محملين المجلس مسؤولية توزيع منح الدعم على جمعيات بعينها ودعمها بسخاء مبالغ فيه، هذا في الوقت نفسه يتحفظ على دعم جمعيات أخرى مشهود لها بالعمل الجمعوي الميداني وقدمت مشاريع متكاملة. كما استغرب المتتبعون لهذه العملية إقدام مجلس جماعة سطات على تقليص المنحة المقدمة إلى بعض الجمعيات، في وقت تحظى فرق أخرى بسخاء المجلس، والرفع من قيمة المنحة التي تستفيد منها تلك الفرق. واتهموا المجلس بسلك الزبونية والمحسوبية والمحاباة في دعم جمعيات لها قرابة حزبية، حيث تم كشف النقاب عن دعم بعض الجمعيات التي لم تشتغل على أرض الواقع مند بداية الجائحة، واستفادت من حصة الأسد، مع العلم أن الجمعيات التي برزت ووفرت جميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لم تستفد إلا من دعم هزيل، مما طرح معه المعنيون علامة استفهام عن مدى احترام المذكرة الوزارية لعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، تحت عدد 17687 الصادرة بتاريخ 21 شتنبر 2020، الموجهة إلى عمال وولاة المملكة يدعوهم فيها إلى التدخل في ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة2021، ونقل اختصاص الدعم الموجه إلى الجمعيات الثقافية والرياضية والفنية إلى العمال والولاة، وذلك من أجل قطع الطريق على المجالس لاستغلال هذا الدعم في الانتخابات المقبلة.
هذا وطالبت الفعاليات الرياضية، ممن احتجت داخل قاعة الاجتماعات، رئيس المجلس الجماعي لمدينة سطات بأخذ بعين الاعتبار فرق رياضية لها اسم على الصعيد الوطني، وكانت أيام الراحل إدريس البصري يضرب بها المثل وطنيا، واليوم يتم إقبارها من طرف المجالس المنتخبة وحرمانها من الدعم.
من جانبها، أكدت مصالح جماعة سطات أن عملية توزيع المنح تمر عبر قنوات مضبوطة، يتم فيها الاعتماد على تقرير اللجنة والذي يتم عرضه على المجلس للتصويت عليه ومناقشته، وأن باب الطعون مفتوح أمام الجمعيات المتضررة.