على امتداد ثلاثة أيام بلياليها، شهدت ساحات وشوارع كبريات المدن الإيطالية إنزالا واحتجاجات لمئات الرافضين لقرارات حكومة جوزيبي كونتي المرتبطة بتدبيرها لجائحة كورونا.
ويجهر المتظاهرون برفضهم للقرارات الحكومية التي مست بشكل أساسي قطاعات حساسة يعتمد عليها الايطاليون، وخصوصا الشباب في العمل وتأمين مدخول يجابهون به التزاماتهم.
وإذا كانت فترات النهار للأيام الثلاثة المنصرمة، تعرف هدوءا نسبيا لحالات الكر والفر بين المتظاهرين وفرق الشرطة، فإن لياليها تشهد انزالات احتجاجية وحالات إطلاق نار وتخريب واجهات محلات تجارية، واعتقالات في صفوف المحتجين.
ويطالب المحتجون الحكومة بالتراجع على القرارات المشددة التي تفرض عزلا اجتماعيا شبه كامل، ما يرون انه يضرب الأنشطة الصناعية والتجارية والخدماتية التي يعيشون من مداخيلها، رافعين شعار التعايش مع الوباء وليس وقف العمل والإنتاج.
وبالجنوب الايطالي، وبالضبط من مدينة نابولي، انطلقت شرارة الاحتجاجات قبل نحو ثلاثة أيام، حيث وصف المحتجون السياسات الحكومية منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في إيطاليا بالفاشلة.
وقد انتقل الاحتجاجات إلى مدينة تورينتو، التي شهدت أكبر ساحاتها ليلة امس الثلاثاء احجاجات، تحولت إلى مسيرات رفع خلالها المشاركون فيها من الشباب مطالب عدم وقف العمل، وفتح فرص العمل بالقطاعات ذات الارتباط بالسياحة التي تعتمد عليها بشكل أساسي جل المدن الإيطالية.
وقد شهدت مجموعة من الشوارع الرئيسية بتورنتو تكسير الواجهات الزجاجية لعدد من محلاتها، لتتدخل على إثر ذلك الفرق الأمنية، التي أطلقت عناصرها الرصاص لتفرقة المتظاهرين واعتقال العشرات منهم.
مدينة ميلانو ولا العاصمة الايطالية روما، لم تكونا استثناءا، حيث شهدت كل واحدة منها احتجاجات واعتصامات بساحاتها للمئات من الشباب الرافضين لقرارات الإغلاق التي أعلنت عنها الحكومة، مطالبين باستمرار الفضاءات المرتبطة بالسياحة من فنادق ومقاهي ومطاعم وغيرها تقديم خدماتها إلى ما بعد الساعة السادسة مساء.
ويرى عدد من الإيطاليين أن حكومة جوزيبي كونتي فشلت في تدبير أزمة كورونا، سواء خلال الموجة الأولى للجائحة أو الثانية التي تشهد إيطاليا ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في عدد الإصابات اليومية بكوفيد 19 المستجد.
وإلى مساء أمس الثلاثاء،سجلت السلطات الصحية الإيطالية عدد إصابات مؤكدة بالفيروس التاجي بلغ 21 ألف و994 حالة، إضافة إلى عدد وفيات بلغ 221 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية.