محمد وائل حربول
واصل سكان مدينة آسفي إبداء تذمرهم الكامل من مذاق الماء الصالح للشرب ولونه، حيث وصفوه بـ «الغامل والخانز» وهو الشعار الذي احتل المرتبة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي بإقليم آسفي، فيما طالب العديد من المواطنين باللجوء للاحتجاج أمام «راديس»، وهي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالمدينة، فضلا عن مطالبتهم بالاحتجاج أمام المكتب الوطني للماء والكهرباء، فيما قامت الوكالة المستقلة بنفي ما تم تناقله، مؤكدة على أن الماء صالح للشرب ويستجيب لكافة المعايير.
وفي هذا الشأن، طالبت الساكنة أيضا بتحرك جمعيات حماية المستهلك، ناهيك عن البرلمانيين الذين انتخبتهم الساكنة لإيصال مطلبهم للغرفة الأولى بالبرلمان، كما دعت إلى فتح تحقيق حول الأمر الذي أكدت أنه «سيهلك صحة المواطنين لا محالة، في حالة استمرار تدفق هذا النوع من الماء» كما استنكرت الساكنة «تغير لون الماء من جهة، واستنكرت فواتير الماء والكهرباء المرتفعة من جهة أخرى».
بالمقابل، رد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء)، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة آسفي، على هذه المطالب بالتأكيد على أن المياه الصالحة للشرب الموزعة في المدينة تستجيب لكافة معايير الجودة المعمول بها على الصعيد الوطني، والمنبثقة عن توصيات المنظمة العالمية للصحة.
واعتبر البلاغ المشترك للمديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والمديرية العامة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بآسفي، توصلت «الأخبار» بنظير منه، أنه على إثر ما تم تداوله منذ 20 أكتوبر 2021 من طرف بعض منصات التواصل الاجتماعي، بخصوص جودة المياه الموزعة في مدينة آسفي، فإن المياه الموزعة تخضع بصفة مستمرة لعمليات مراقبة الجودة، وذلك على ثلاثة مستويات، هي المصدر، والإنتاج وداخل شبكة التوزيع.
وأوضح البلاغ ذاته أنه «بناء على التحاليل البكتيرية والفيزيوكيميائية، التي يتم إنجازها دوريا، وبصفة منتظمة من طرف المختبرات المحلية والجهوية التابعة للمكتب، تحت إشراف المختبر المركزي، الحاصل على شهادة الاعتماد الدولية، وكذا المختبر التابع للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في آسفي، والتي يتم نشرها دوريا في مقر الجماعة الترابية لآسفي، يؤكد المكتب والوكالة أن جودة المياه المنتجة، والموزعة في مدينة آسفي مطابقة للمواصفات الوطنية المتعلقة بجودة المياه الصالحة للاستعمال الغذائي».
ولم تكن هذه هي الأزمة الأولى بين الساكنة وبين الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمدينة آسفي، حيث سبق وأن سجلت أزمة خانقة قبل سنة ونصف السنة بالضبط، إذ تم تسجيل تغير ملحوظ وغير عادي في جودة المياه الصالحة للشرب ناهيك عن وجود «رائحة نتنة» بها، بعد أن تم إصلاح كسر بقناة الضخ الرئيسية المزودة لخزان المياه بمنطقة اعزيب الدرعي وقتها، لتلتجئ الساكنة لاقتناء المياه المعدنية طيلة شهر كامل، قبل أن يقول مدير الوكالة إنه «يؤكد لجميع الزبناء القيام بجميع التدابير الضرورية لتزويد المدينة بالماء الصالح للشرب في أحسن الظروف وخاصة في ما يتعلق بجودة المياه».