احتج عشرات مهنيي المجازر البلدية في الرباط بعد أشهر من قرار السلطات
المحلية بإغلاق المجازر البلدية في المدينة بشكل نهائي، بعد فتح المجازر
الجهوية الجديدة، ما يهدد بإرباك لعمل هذه المجازر قد يصل حد إغلاقها، وذلك
تنزيلا لقرار أصدرته رئيسة المجلس الجماعي للرباط، فتيحة المودني، يقضي
بإغلاق المجازر البلدية الموجودة في حي العكاري بالعاصمة الإدارية وكذا
المرافق التابعة لها، لتكون بذلك المجازر الجهوية الجديدة المُحدثة بأبي
القناديل المصدر الوحيد للحوم التي سُتوجه إلى سكان الرباط وسلا وتمارة.
ونصّ القرار، الذي أصدرته عمدة الرباط حينها، على منع الذبائح والأنشطة
المهنية المرتبطة بالمجازر البلدية بالمدينة وتوجيه الأنشطة المذكورة إلى
المجازر الجديدة بأبي القناديل.
ونبه المهنيون العاملون، الذين يقومون بمهمة الذبح والسلخ، من فقدان
وظائفهم، وفي هذا السياق، قال عضو من جمعية عمال مجازر الرباط، إن السلطات
المحلية طلبت من المهنيين تأسيس تعاونية من أجل تنظيم عملهم، مشيرا إلى ”
أن المهنيين اجتازوا شهرا من التكوين في العمل بالمجازر العصرية”، مشيرا
إلى أن “التعاونية، التي تضم حرفيي المجازر العصرية، ممنوعون من ولوج
المجزرة الجديدة بأبي القناديل”، مبرزا ” أن المهنيين معرضون للتشريد منذ
إغلاق المجازر السابقة للرباط، وهي التي تشغل أزيد من 60 مهنيا يعيلون
أسرهم”، متهما مسؤولا جهويا بـ”التماطل في وجه المهنيين الذين كان لهم
الفضل في تشغيل المجازر الجهوية، وتم التخلي عنهم مقابل توظيف دخلاء”.
من جانبه، قال مسؤول من مجلس الرباط ” إن إغلاق المجازر القديمة أمر لا بد
منه، خاصة في المدن الكبرى، وإحداث مجازر عصرية تستجيب للمعايير المطلوبة
لسلامة وصحة اللحوم”، مشيرا إلى أن هذه المجازر غالبا ما تتم في إطار
التدبير المفوض، الذي تترتب عليه زيادة مصاريف الذبح وإعداد اللحوم، موضحا
أن التخوف من فقدان المهنيين في المجازر التقليدية لمناصب شغلهم، مطروح؛
لكن القائمين على المجازر الجهوية الجديدة قد يجدون له حلا، على اعتبار أن
هذه المجازر ستشتغل بدوام كامل، ما يعني توظيف عدد كبير من العمال، بخلاف
المجازر التقليدية التي لا تشتغل سوى ثلاثة أيام في الأسبوع في الحواضر.