بعد أن شكلوا تحالفا للأحزاب القومية المتشددة في الأسبوع الماضي بقيادة رئيس الرابطة الإيطالي ماثيو سالفيني، يجتمع زعماء أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي، اليوم السبت، بميلانو، لرص الصفوف “لإنقاذ أوروبا ” قبل انتخابات الـ 26 ماي.
وتكمن أهمية هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه زعماء 12 حزبا يمينا متطرفا من أوروبا، من ضمنهم مارين لوبين زعيمة التجمع الوطني بفرنسا، وغيرت فيلدرز زعيم حزب من أجل الحرية (هولندا)، في كونه سيعرض خلاله أول برنامج انتخابي مشترك للأحزاب القومية الأوروبية بهدف “استعادة القرار والسيادة لإنقاذ أوروبا”.
ولبسط هيمنته على الانتخابات الأوروبية في 26 ماي والتي تختلف عن سابقاتها بسبب الصعود المتنامي لليمين المتشدد في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، ركز البرنامج الانتخابي لـ”تحالف ميلانو” على التأكيد على الجذور المسيحية المشتركة، والدفاع عن الهوية الوطنية – القومية، وسيادة القوانين الوطنية على قوانين الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تبني موقف متشدد من الهجرة.
هذه المحاور تتطابق تماما مع توجه سالفيني الرجل القوي في الحكومة الإيطالية، والذي أكد في تصريح صحافي عشية الاجتماع، أن هدفه الرئيسي هو الحد من سلطات الاتحاد الأوروبي، واستعادة الكفاءات الوطنية في قضايا مثل التجارة والزراعة وضبط الميزانية، و العمل المشترك في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، خاصة فيما يتعلق بإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم.
واعتبر سالفيني أن النخبة السياسية الحالية تخدم الاتحاد الأوروبي بصورة سيئة، لذلك يحتاج التكتل إلى أن ينقذه الشعبويون “الذين وصفوا على سبيل الخطأ بأنهم معادون لأوروبا”.
وأضاف سالفيني “المشككون في الاتحاد الأوروبي هم هؤلاء الذين يحكمون أوروبا الآن. المناهضون للأوروبيين هم الاشتراكيون وتيار يمين الوسط، الذين حولوا حلما إلى كابوس وقفص، إن أعداء أوروبا هم هؤلاء الذين يتولون السلطة الآن”.
رأي عززته مارين لوبين بالقول في حديث خصت به صحيفة (كوريري ديلا سيرا) ،إن “تحالف ميلانو” هو البديل الحقيقي للاتحاد الأوروبي، ونحن نعمل على إنجاح أهدافه مع ماثيو سالفيني لكونه الرجل القادر على “إنهاء قبضة الحزب الشعبي الأوروبي والحزب الاشتراكي الأوروبي على مصير القارة وجعلها تفقد قوتها و مصداقيتها “.
ويحتمل أن تحصل الأحزاب الشعبوية والقومية، بحسب مراقبين، على عدد لا يستهان به من مقاعد البرلمان الأوروبي المقبل قد يصل إلى 60 مقعدا من أصل 751، لكن الأكيد أن هذا العدد من المقاعد لن يسمح لها بالهيمنة على البرلمان الأوروبي بقدر ما سيرفع مستوى التوتر و القلق داخله حول استكمال المشروع الأوروبي، ويفاقم من تعقيد عملية تعيين رئيس جديد للمفوضية الأوروبية.
واعتبرت المصادر ذاتها أن العديد من زعماء الأحزاب الشعبوية مثل سالفيني لا يخفون رغبتهم في وضع حد للهيمنة الألمانية – الفرنسية على الاتحاد.
وبحسب التوقعات الأخيرة يفترض أن تدخل الرابطة بقوة إلى البرلمان الأوروبي ب 26 نائبا أوروبيا أي 20 نائبا اضافيا إلى جانب التجمع الوطني (20 نائبا، زائد5) وحزب “البديل من أجل ألمانيا” (11 نائبا،زائد10).
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن نجاح الأحزاب الشعبوية المشككة في البناء الأوروبي والمعادية للهجرة من شأنه التسريع في إعادة تشكيل المشهد السياسي في الاتحاد، يؤكد البعض الآخر أن شعبية الاتحاد الأوروبي تزداد لدى بعض المواطنين. ففي مسيرة نظمت مؤخرا بلندن طالب حوالي مليون شخص بالبقاء في الاتحاد.
وعلى الرغم من أن معسكر اليمين المتشدد بات واقعا في الساحة الأوروبية، ومن المنتظر أن يوسع من تحالفاته لتشمل أحزابا أخرى، إلا أن خلافات بين زعمائه تتعلق بالأساس حول السياسة الاقتصادية التي يجب انتهاجها في أوروبا، وكيفية توزيع أموال وموارد الاتحاد الأوروبي، قد تجعل من الصعب عليه تنفيذ أجندته خلال الدورة البرلمانية المقبلة.