بعد استنطاق 17 مرشحا للتهجير السري أنقذتهم البحرية الملكية ببوزنيقة
الأخبار
علمت «الأخبار» من مصادرها المطلعة أن التحريات المنجزة، في ملف الهجرة السرية ببوزنيقة، أطاحت بخمسة أشخاص يشتبه في مشاركتهم في عملية إعداد وتنفيذ محاولة تهجير 17 شابا إلى أوروبا انطلاقا من شاطئ بوزنيقة، وهي المحاولة التي باءت بالفشل، بسبب عطب تقني أصاب المركب المطاطي الذي كان ينقلهم على مستوى شاطئ الهرهورة تحديدا.
وذكرت مصادر الجريدة أن إخضاع المرشحين وعددهم 17 شخصا يتحدرون من الصخيرات والنواحي، بينهم قاصران، كشف عن تورط خمسة منهم في مشاركة بارونات متخصصين في قضايا الهجرة تفاصيل الإعداد لهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. وقد تبين أنهم انخرطوا في العملية من موقعهم كوسطاء ومستفيدين، قبل إيقافهم، حيث وضعوا رهن الحراسة النظرية بمقر سرية بوزنيقة لصالح البحث الذي أنجزته عناصر المركز القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة. ووجه بعض المرشحين اتهامات مباشرة إلى خمسة من زملائهم الذين كانوا يشاركونهم الرحلة نفسها، حيث أكدوا مسؤوليتهم عن مسار الرحلة، وإشرافهم على مراحل التفاوض وتسلم المبالغ المالية، ونقل المرشحين وإيوائهم ومحاولة ترحيلهم، مقابل تعهد البارونات الكبار بترحيلهم مجانا.
وكانت قوات البحرية الملكية بالدار البيضاء قد تدخلت، قبل أسبوع، لإنقاذ حوالي 17 مرشحا للهجرة السرية، علق بهم مركب مطاطي كبير الحجم في عرض سواحل شاطئ الهرهورة، وتحديدا الجهة البحرية المقابلة لسيدي العابد بالهرهورة، ووفق معطيات مؤكدة، توصلت السلطات الأمنية بتمارة والصخيرات بإخبارية حول استغاثة مرشحين للهجرة السرية عالقين وسط البحر، بسبب عطل أصاب القارب المطاطي الذي كان يقلهم في رحلة سرية نحو إسبانيا، قبل أن تستنجد سلطات الدرك بالقوات البحرية بالدار البيضاء، التي انتقلت إلى عين المكان، ونجحت في إنقاذ كل الركاب بمن فيهم الطفلان.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن مرشحين صرحوا للسلطات أن انطلاقة المركب كانت من أحد شواطئ بوزنيقة، وتحديدا على خط التماس مع منطقة وادي الشراط، التابعة للنفوذ الترابي للصخيرات، وهي منطقة باتت تعتبر بؤرة سوداء للهجرة السرية، بناء على مخرجات التحقيقات القضائية التي أنجزت أخيرا من طرف الضابطة القضائية، حول عشرات القضايا المرتبطة بمحاولات الهجرة السرية التي تم إحباطها واعتقال منظميها. وقد دخلت مصالح الدرك الملكي بسرية بوزنيقة على خط الأبحاث بأمر من النيابة العامة المختصة، حيث باشرت عملية استنطاق واسعة لكل المرشحين المتحدرين جميعهم من الصخيرات، وملابسات انخراطهم في عملية الهجرة السرية التي صرحوا أنها كلفتهم الملايين، جرى تسليمها إلى وسطاء خاضوا معهم الرحلة ذاتها، في انتظار أن تكشف التحريات عن هوياتهم الكاملة من أجل اعتقالهم.
وكانت مصالح الدرك الملكي بالصخيرات وتمارة قد نجحت في إيقاف بارونات متخصصين في الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر، حيث تم عرض عشرة أشخاص على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، جرى اعتقالهم في وضعية تلبس بحيازة قوارب مطاطية في إطار الاستعداد لتهجير عشرات الشباب بالهرهورة والصخيرات، وتحديدا شاطئ الغوازي.
وسجلت سلطات تمارة أخيرا وفاة أربعة شبان ينحدرون من الصخيرات، بعد غرق قارب في عرض سواحل وادي الشراط بالصخيرات، وقد تمكنت السلطات من إيقاف صاحب المركب وعرضه على العدالة، حيث تقرر إيداعه السجن في انتظار متابعته بتهم ثقيلة.