برلماني تجمعي يتهم قياديا «بيجيديا» في فاس بالتلاعب ببطائق الإنعاش
مواطنون يقتحمون دورة مجموعة جماعات «جنان السبيل» والشرطة تتدخل
فاس: لحسن والنيعام
لم تكن مجموعة الجماعات الترابية «جنان السبيل» بمدينة فاس، والتي يترأسها، سعيد السرغيني، قيادي محلي من حزب العدالة والتنمية، معروفة، لكن الأحداث التي شهدتها دورتها العادية لشهر أكتوبر، مساء الجمعة الماضي، جعلتها تقفز إلى الواجهة. فقد وجه رشيد الفايق، برلماني تجمعي، ورئيس جماعة أولاد الطيب، اتهامات ثقيلة إلى رئيس المجموعة، وهو أيضا رئيس مقاطعة فاس المدينة، لها علاقة بالتلاعب ببطائق الإنعاش، وتفتيت ميزانية المجموعة المخصصة للأشغال والتهيئة إلى سندات طلب، عوض الإعلان عن طلبات العروض، تكريسا للنزاهة والشفافية، بينما لم يتردد استقلالي ينتمي إلى المكتب المسير، في اتهام رئيس المجموعة بالتدبير الانفرادي لشؤون المجموعة، وزكى وجود اختلالات في تدبير ملف الإنعاش. وفي الوقت ذاته، حاصر العشرات من المواطنين من الأحياء المجاورة لهذه الحديقة التاريخية، رئيس المجموعة، وهو بصدد ترؤس الدورة، ورفعوا شعارات تطالبه بـ«الرحيل»، واقتحمت الشرطة، أمام غضب المحتجين، قاعة الحديقة التي احتضنت أشغال الدورة، وأشرفت على عملية تأمين خروج رئيس هذه المجموعة، في سيناريو مشابه لما حدث مع عمدة مدينة مكناس، عبد الله بوانو، مع عاملات معمل للألبسة شبه الجاهزة، أثناء افتتاح إحدى دورات المجلس الجماعي.
هذا وتضم مجموعة الجماعات الترابية جنان السبيل في عضويتها كلا من مجلس الجهة ومجلس العمالة ومقاطعة فاس المدينة ومقاطعة المشور. وتتكون من تسعة أعضاء، ويتولى حزب العدالة والتنمية ترؤسها، بتحالف مع حزب الاستقلال. ويتم تشكيل هذه المجموعة مباشرة بعد الانتهاء من تشكيل الجماعات الترابية، وتتولى الإشراف على تدخلات تهدف إلى الحفاظ على حديقة جنان السبيل التاريخية والفضاءت المحيطة بها، والاعتناء بمعالمها وتنظيفها، وتهيئتها وتأهيلها. وتحظى المجموعة بمساهمات مالية مهمة من قبل الجماعات الترابية العضوة فيها، وذلك إلى جانب مساهمة وزارة الداخلية.
وقال البرلماني التجمعي رشيد الفايق، وهو يوجه اتهاماته الثقيلة إلى سعيد السرغيني، رئيس المجموعة، عن حزب العدالة والتنمية، إنه يطالب بالكشف عن لوائح المستفيدين من بطائق إنعاش العمل في الحديقة والمجال المحيط بها، في ظل وجود معطيات تؤكد أن رئيس المجموعة أعاد تشغيل متقاعدين، وفتح المجال أمام المقربين وأنصار حزب «البيجيدي».
ولم يكتف البرلماني التجمعي بهذه الاتهامات، بحضور السلطات المحلية، بل ذهب إلى أن عددا مهما من عمال الإنعاش هؤلاء والمحسوبين على رئيس المجموعة يتوصلون بمستحقاتهم دون أن يؤدوا عملهم. ودعا البرلماني السلطات المحلية إلى فتح تحقيق في هذه القضية، والاستعانة بالكاميرات المثبتة في مختلف أرجاء هذه الحديقة للتأكد من المعطيات التي كشف عنها. وتحدث البرلماني ذاته، وسط ذهول عدد من أعضاء المجموعة، عن ملابسات تفتيت ميزانية المجموعة المخصصة لأوراش الإصلاح والبناء والتجهيز إلى سندات طلب، عوض اعتماد طلبات عروض تكريسا للشفافية. وأكد أنه قرر الترافع من أجل حلول المجلس الجهوي للحسابات والمفتشية العامة لوزارة الداخلية لافتحاص ملفات هذه المجموعة. فيما اشتكى عدد من المواطنين المحتجين، وأغلبهم نساء وشبان يعانون من أوضاع هشاشة اجتماعية واضحة، من عدم تجاوب رئيس المجموعة مع طلبات تشغيلهم كعمال إنعاش، رغم تقدمهم بعدد كبير من المراسلات. ورفعوا شعارات مناوئة لطرق تدبير حزب العدالة والتنمية للشأن المحلي بالمدينة.