تفجرت احتجاجات الباعة المتجولين للخضر والفواكه بالمدينة العتيقة بسلا، مع انطلاق عملية توزيع محلات بفندق «بوعودة»، حيث يعتبر التجار المحتجون أن عملية الاستفادة صاحبتها الزبونية وإقصاء مجموعة من البائعين القدامى بالمنطقة، موضحين أن عددا من التجار تقدموا بملفاتهم وفق الشروط المطلوبة، غير أن الجهات الوصية قامت بإخلاء التجار من المنطقة التي كانوا بها بغرض تعويضهم بسوق لا يحترم معايير «السوق النموذجي» بمنطقة باب سبتة، حسب المحتجين، الذين طالبوا بالعودة إلى المناطق التي كانوا يشتغلون بها، مؤكدين أن «السوق، الذي تم توجيه التجار إليه، لا يتوفر على سقف، ما يجعل التجار والسلع عرضة للسرقة والضياع»، موضحين أن «السوق»، الذي طالبت السلطات التجار بدخوله، «لا يلجه الزبائن من سكان المنطقة».
وجاءت تحركات السلطات لاحتواء انتشار الباعة الجائلين بالمدينة العتيقة، بعدما عادت ظاهرة احتلال الملك العمومي لتظهر من جديد بعدد من الأسواق العشوائية داخل الأحياء الشعبية لمدينة سلا، (حي واد الذهب، وحي الانبعاث وقرية أولاد موسي)، حيث يعمد عدد من الباعة الجائلين إلى التجمع مشكلين أسواقا عشوائية في مساحات خضراء ووسط الشوارع والأزقة، وكانت محط العديد من شكايات سكان تلك الأحياء.
وأرجعت مصادر محلية من سلا السبب في انتشار تلك الأسواق إلى إغلاق عدد من (المتنفسات التجارية)، من قبيل الأسواق التجارية للمدينة، التي كان من المنتظر إنجازها في إطار مخطط تهيئة المدينة وتحت إشراف مجلس الجماعة الذي يرأسه العمدة عمر السنتيسي، من حزب الاستقلال.
وشهدت سلا عودة انتشار الأسواق العشوائية في أحياء المدينة، بعدما قامت السلطات المحلية بحملة هدم استهدفت فيها عددا من الأسواق العشوائية التي عمرت سنوات وجثمت على مفاصل عدد من الأحياء بمختلف مقاطعات المدينة خلال فترة الحجر الصحي (مارس وأبريل الماضيين). واستعانت السلطات حينها بالقوات العمومية وجرافات وشاحنات وأعوان سلطة، حيث قامت بإزالة الخيام البلاستيكية والقصديرية في أكثر من نقطة سوداء كانت تشكلها هذه الأسواق العشوائية المليئة بالباعة الجائلين.
النعمان اليعلاوي