محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر متطابقة، أن اقتتالا بين تجار المخدرات في إطار تصفية للحسابات على مستوى شاطئ أشقار بطنجة، يوم الجمعة الماضي، أدى إلى الكشف عن وجود أحد أخطر العناصر المطلوبة دوليا في تجارة المخدرات العابرة للحدود، وذلك حين أصيب في هذا العراك بجروح بالغة، ليتم نقله صوب مصحة خاصة بطنجة، باسم مستعار وبجنسية ألمانية. ويتعلق الأمر بالمدعو «س.ح»، وهو مواطن فرنسي من أصول جزائرية ينشط في تجارة المخدرات بين المغرب وإسبانيا وفرنسا، ويبلغ من العمر 47 سنة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المصالح الأمنية فوجئت، حين شرعت في التحقيق في ظروف الاقتتال المذكور، بمعلومات تفيد بأن أحد العناصر المتورطة في العراك يوجد بمصحة خاصة، وهو موضوع مذكرات بحث دولية ويعتبر أخطر مهرب للمخدرات بين الضفتين، وهو ما أدى بها إلى تطويق المصحة المذكورة، لتباشر عملية القبض عليه، كما دخلت مصالح الفرقة الوطنية على الخط، ناهيك عن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لبحث تفاصيل دخوله للتراب الوطني بهوية مزيفة وكذا ولوجه المصحة بالهوية نفسها دون الإفصاح عن هويته الحقيقية، والغرض من تواجده على مستوى التراب الوطني، وكذلك دوافع العراك المشار إليه، خصوصا وأن الأمر يتزامن مع ضبط شحنة من الكوكايين ليلة ذكرى المولد النبوي الشريف بالميناء المتوسطي.
وأكدت المصادر أن هناك فرضيات بكون الموقوف والملقب بـ«كيميرا» لجأ إلى الفرار صوب التراب الوطني، بعد اشتداد الخناق عليه على مستوى الدول الأوربية، خصوصا بإسبانيا وفرنسا، حيث يتهمه تجار للمخدرات بكونه مخبرا لدى السلطات الفرنسية مما دفعهم إلى إحداث صفحات فيسبوكية باسمه وتعقب آثاره بغية توجيه المحققين للقبض عليه على المستوى الدولي، سيما وأنه وراء تفجر واقعة ما يعرف بـ«الحوت الأبيض» حين تم اكتشاف وجود عمليات لغسيل الأموال والعقارات المشبوهة على التراب الإسباني، وأطلق خلالها النار على شرطي، ليفر بعدها من سجن محلي.
وفي السياق نفسه، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة تمكنت، يوم الجمعة الماضي، من ضبط مواطن فرنسي من أصول جزائرية، وذلك للاشتباه في تورطه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات في إطار شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، والتزوير واستعماله في سندات الهوية.
وذكر بلاغ المديرية أن مصالح الأمن الوطني بمدينة طنجة كانت قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية ولوج المشتبه فيه لمصحة خاصة باستعمال وثائق هوية ألمانية مزورة، بسبب إصابته بجروح خطيرة بواسطة السلاح الأبيض، حيث أسفرت الأبحاث المنجزة وعمليات التنقيط عن تشخيص هويته الحقيقية والكشف عن مذكرات البحث المسجلة في حقه على الصعيدين الوطني والدولي.
وأضاف البلاغ ذاته أن هذه الأبحاث والتحريات أوضحت أن المشتبه فيه يشكل موضوع مذكرات بحث وطنية صادرة عن كل من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة تطوان في قضايا التهريب الدولي للمخدرات، كما يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية الفرنسية في يونيو 2021 من أجل الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال واقتراف اعتداءات جسدية خطيرة. ووفق البلاغ، فإن المشتبه فيه المصاب يخضع حاليا للعلاجات الضرورية بالمستشفى تحت إجراءات الحراسة الأمنية، وذلك في انتظار إخضاعه للبحث القضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع أنشطته الإجرامية المرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات وغسيل الأموال، بالإضافة إلى إيقاف جميع المتورطين في تعريضه للاعتداء الجسدي، ورصد خلفيات ودوافع هذا الاعتداء.