شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

إيقاف منح تراخيص حفر الآبار بكلميم

انطلاق عملية جرد الآبار غير المرخصة بعد نضوب مياه العيون

كلميم: محمد سليماني

باشرت المصالح المختصة بإقليم كلميم تنزيل عدة إجراءات عملية لحماية واحات الإقليم، وعدد من الضيعات الفلاحية التي تعاني من النقص الكبير في مياه الري.

وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد أوقفت مصالح وكالة الحوض المائي منح تراخيص حفر الآبار في عالية العيون، ثم إيقاف منح تراخيص حفر أثقاب مائية لسقي مساحات زراعية جديدة، والاكتفاء فقط بمنح التراخيص لأصحاب الضيعات القائمة، في حال نقص المياه. كما تم الشروع في تطبيق مقتضيات القانون رقم 15. 36 المتعلق بالماء، الخاصة بأداء إتاوات جلب المياه، حيث تم الشروع في استخلاص هذه الإتاوات. وتواصل وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون حملة لجرد الآبار بإقليم كلميم، من أجل معرفة غير المرخصة منها، قصد إصدار قرارات بإغلاقها.

وتأتي هذه الإجراءات بعدما نضبت مياه عدة عيون بالإقليم، وتراجعت الفرشات المائية وإنتاجية جل الآبار، وذلك بسبب الانتشار الكبير لعدد من الآبار المرخصة وغير المرخصة والأثقاب المائية العشوائية، مما أدى إلى نضوب مياه عدد من العيون التي كانت المزود الرئيسي لضيعات وواحات المنطقة بالمياه. ومن بين العيون التي كانت تزود المنطقة بالمياه الجوفية، قبل أن تتأثر، هناك عين «بوزكارن»، و«عين واركنون»، و«عين تجنانت»، و«عين أيت اللول»، و«عين تغرست» و«عين تقديمت» بمنطقة «أداي المركز»، و«عين تيمولاي»، و«عين فاصك»، و«عين تغجيجيت»، و«عين تركاميت»، حيث نضبت مياهها بالكامل، وذلك بفعل الاستغلال المفرط للفرشة المائية، عبر الترخيص أحيانا بحفر العديد من الأثقاب المائية بمحاذاة منابع العيون، دون القيام بدراسات تقنية لمعرفة مدى تأثير هذه الآبار والأثقاب المائية على صبيب العيون، إضافة إلى دخول زراعات جديدة معروفة باستهلاكها الكبير للمياه إلى المنطقة، كأشجار الموز، الأمر الذي أدى إلى تضرر الفرشة المائية وعدم قدرتها على مواكبة الضغط الكبير الذي أصبح يمارس عليها.

ومن بين العوامل الأخرى التي أدت إلى الانتشار الكبير للآبار والأثقاب المائية بمحاذاة مصادر المياه بواحات جهة كلميم واد نون، غياب المراقبة من جهة، ذلك أن بعض الفلاحين يعمدون إلى كراء أراض واستغلالها في زراعات تستنزف المياه بمحاذاة العيون ومحيطها.

واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن إقليم كلميم قد شهد خلال العقد الأخير تطورا مهما للأنشطة الفلاحية، كما شهدت المنطقة نموا متسارعا في المساحات المسقية، وانتشارا واسعا للزراعات الأكثر استهلاكا للماء، كزراعة الموز والخضروات داخل البيوت المغطاة. هذا الوضع أدى إلى ارتفاع الضغط على الفرشة المائية، باعتبارها المورد الوحيد للمياه في المنطقة، مما نتج عنه تراجع مستوى الماء بها وانخفاض إنتاجية الآبار والأثقاب والعيون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى