تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر خاصة أن مصالح الدرك الملكي بتطوان باشرت، بحر الأسبوع الجاري، التحقيق مع مستثمر مشهور بالمدينة، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، للاشتباه في تورطه في عملية للتهريب الدولي للمخدرات، وذلك في ارتباط بحجز أكثر من نصف طن من رزم «الحشيش» على متن قارب ترفيهي، انطلق من أحد الموانئ السياحية بعمالة المضيق.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المشتبه فيه ثبت من خلال التحقيقات الأولية أنه حاصل على تراخيص لاستغلال الملك العام البحري، وكراء الدراجات النارية المائية «جيت سكي»، فضلا عن كراء معدات لممارسة هوايات بحرية متعددة، إلى جانب كون القارب الترفيهي الذي تم ضبطه من قبل السلطات الإسبانية، وعلى متنه رزم المخدرات، كان مسجلا في اسمه في وقت سابق، ويجري التأكد من كيفية انتقال الملكية للبارون الذي يحاكم بالثغر المحتل.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأبحاث القضائية تجري في سرية تامة، لكشف كافة الحيثيات والظروف المتعلقة بانطلاق قارب «فونتوم» من شاطئ بعمالة المضيق، قبل حجزه من قبل السلطات الإسبانية بسواحل سبتة السليبة، وعلى متنه أكثر من نصف طن من المخدرات، حيث يشتبه في كون الأمر يتعلق بشبكة إجرامية لها علاقات قوية، فضلا عن استغلال الصيف والأنشطة الترفيهية لتهريب المخدرات، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق والتقديم، أمام النيابة العامة المختصة بتطوان.
وكانت السلطات المغربية قامت، مساء الثلاثاء الماضي، بفتح تحقيق في عملية إنقاذ قارب من نوع «فونتوم» طوله سبعة أمتار، تم حجزه وهو يقترب من الغرق من قبل السلطات الإسبانية قبالة سواحل سبتة المحتلة، وعلى متنه أكثر من نصف طن من رزم المخدرات، فضلا عن اعتقال شخصين ضمنهما بارون مخدرات مشهور بالشمال يلقب بـ«كوبالا».
وسبق وتم التوصل من خلال الأبحاث الأولية التي جرت في الموضوع، أن قارب «فونتوم» الذي تم حجز المخدرات على متنه مسجل بالمغرب، فضلا عن التدقيق في الميناء الترفيهي الذي انطلق منه، ومدى الصرامة في إجراءات المراقبة والتفتيش، مع العودة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة لتفريغها من قبل مختصين في المجال.
وتواصل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بالشمال تجميع كافة المعلومات، حول ضبط القارب المذكور محملا بالمخدرات، والجهات المحتمل مشاركتها في الجريمة بمدن الساحل الشمالي، سيما وأن الأمر يتعلق بقارب ترفيهي يتوفر على أوراق قانونية، إذ لا يمكنه الإبحار إلا بواسطة مروره عبر إجراءات تفتيش دقيق وتأكد من الهوية.
وتحاول شبكات التهريب الدولي للمخدرات، ومافيا الهجرة السرية بمدن الساحل الشمالي، العودة بقوة إلى ممارسة أنشطتها الإجرامية، باستغلال الذروة السياحية، وكراء الدراجات النارية المائية واليخوت السياحية ومختلف أنواع القوارب، من أجل التغطية على عمليات لتهريب المخدرات والاتجار في البشر، إذ رغم الدوريات المكثفة واستنفار البحرية الملكية، إلا أن إكراهات الاكتظاظ الذي تشهده الشواطئ خلال الموسم السياحي الحالي، وكثافة الحركة البحرية وممارسة الهوايات، تحول دون ضبط كافة التحركات بدقة عالية، كما هو الشأن بالنسبة لباقي فصول السنة.