طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة تمكنت، نهاية الأسبوع الماضي، من إيقاف أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في تكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة تجهيزات عمومية، وهي عبارة عن أنابيب حديدية تستخدم في تشييد شرفات وسياجات حديدية بالمدار السياحي للمدينة العتيقة لطنجة.
وحسب المصادر، فإن التحقيقات باشرتها الدائرة الأمنية الأولى، بتنسيق مع فرقة الأبحاث التابعة للأمن العمومي، مكنت من إيقاف الفاعل الرئيسي، الذي تبين أنه من ذوي السوابق القضائية، ومبحوث عنه وطنيا، بسبب قضايا تتعلق بالسرقة الموصوفة.
وأوردت المصادر نفسها أنه جرى إيقاف شخصين يمتلكان محلين لبيع المتلاشيات، إضافة إلى مساعد لهما، للاشتباه في شراء المسروقات. وخلال عملية التفتيش التي استهدفت المحلين عثر على مجموعة من الأنابيب الحديدية، ودعامات تستخدم في ترميم المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة، فضلا عن أجزاء حديدية تستعمل كقواعد للأسرة الحديدية الخاصة بالبناء.
وأضافت المصادر ذاتها أنه تم وضع المشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد جميع ملابسات القضية، وكشف الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهم.
وكانت المدينة العتيقة ومحاورها قد تعرضت أخيرا لعملية سرقة لتجهيزات عمومية، حيث تم تسجيل أخيرا اختفاء إنارة أرضية بعدد من الأماكن، والمطلة على شاطئ مرقالة، رغم أنها كلفت الملايين من السنتيمات من ميزانية جماعة طنجة.
وقالت بعض المصادر إن هذا الوضع يعكس عجزا واضحا في إجراءات الصيانة والحماية، حيث أصبحت البنية التحتية معرضة للتخريب والسرقة، ما يثير التساؤلات حول تدابير الحماية التي تتخذها السلطات المحلية. مضيفة أن هذه السرقات ليست سوى أحد مظاهر تراجع جودة الخدمات، حيث تعاني مدينة طنجة أيضا من قلة صيانة المرافق العامة، وتدهور المظهر العام لبعض الشوارع والأحياء، ما ينعكس سلبا على صورة المدينة السياحية، كما أن استمرار هذه الوضعية يشكل عبئا ماليا كبيرا على ميزانية المدينة، ويزيد من الحاجة إلى برامج إصلاحية مكلفة لمواجهة هذا التدهور، حيث يتم سنويا رصد ميزانيات لهذا الغرض.
يذكر أنه سبق أن أطلقت الجماعة ما أسمته ببرنامج صيانة الأعمدة الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية، التي تعرضت لتخريب متعمد، حيث ستستبدل الأغطية المعدنية بأخرى من مادة بلاستيكية متينة، وذلك على شاكلة الإنارة المذكورة آنفا، ورغم أن الجماعة قالت إن هذا سيؤدي حتما إلى وقف نزيف تهريبها وتخريبها، وجعلها مكشوفة معرضة حياة المارة للخطر، خاصة منهم الأطفال، إلا أن غياب الرقابة والصيانة الاعتيادية من شأنه إهدار ميزانيات سنوية في هذا الشأن.