أكدت مصادر مطلعة لـ»الأخبار» أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي الزمامرة تمكنت في ظرف قياسي، بتنسيق مع سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، من فك لغز مقتل سيدة خمسينية عثر عليها في وقت مبكر من صباح أول أمس الاثنين، مرمية بجانب الطريق المؤدية لمدينة الزمامرة وهي عارية وتحمل آثار ضرب مبرح على رأسها الذي شطر إلى نصفين. وتمكنت عناصر الدرك من إيقاف الجاني المزداد سنة 2002 بعد سبع ساعات متواصلة من البحث استنجد خلالها المحققون بتسجيلات كاميرا منصوبة بمدخل أحد المعامل المتواجدة بالمنطقة، وقد تم وضع المتهم رهن الحراسة النظرية من أجل البحث الذي تنجزه الضابطة القضائية بالمركز الترابي الزمامرة، بتنسيق مع سرية الدرك بسيدي بنور تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالجديدة.
ووفق معطيات مفصلة حصلت عليها «الأخبار»، فقد عثر مواطنون، في حدود الساعة الثامنة من صباح أول أمس الاثنين، على جثة سيدة عارية تماما على الطريق الرابطة بين مركز الزمامرة وأحد الدواوير المجاورة، حيث أخطروا مصالح الدرك الملكي التي حلت بعين المكان معززة بفريق تقني من أجل إجراء المعاينة العلمية الدقيقة ورفع البصمات لتحديد هوية الجاني، قبل نقل الجثة إلى مستودع الأموات في انتظار إخضاعها للتشريح ومعرفة أسباب وملابسات الوفاة.
ووفق معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن البحث الذي أنجزته عناصر الدرك بالزمامرة بتعاون مع مصالح الدرك بالسرية، تحت إشراف الوكيل العام، كشف أن المتوفاة مزدادة سنة 1970 وتعرضت بعد وفاة والدتها قبل ثلاث سنوات لصدمة قوية أدخلتها في اضطرابات نفسية، قبل أن تتعاطى للتسول بمركز الزمامرة من أجل ضمان قوت يومها حيث كانت تعيش وحيدة ببيت والدتها بأحد الدواوير المحاذية للمدينة، والذي كانت تتنقل إليه كل مساء كباقي أهالي الدوار عبر عربات «كرويلة».
وتضيف معطيات الملف، وفق مصادر «الأخبار»، أن صاحب إحدى هذه العربات استغل انفراده بالضحية مساء الأحد الماضي وهو ينقلها وحيدة إلى الدوار، لينقض عليها ويجردها من ملابسها، قبل اغتصابها وتصفيتها بشكل بشع، باستعمال «حجرة» كبيرة، حيث تركها عارية ومضرجة في دمائها، ولاذ بالفرار قبل أن يتم إيقافه في حدود الساعة الرابعة من عصر أول أمس الاثنين، بعد سبع ساعات تقريبا على توقيت اكتشاف الجريمة .
وأسفرت التحريات التي خضع لها المتهم البالغ من العمر 18 سنة عن معطيات تفيد بأنه عديم السوابق القضائية، ويملك عربة يستعملها في نقل المواطنين من مدينة الزمامرة صوب الدواوير المجاورة بمبلغ مالي لا يتعدى خمسة دراهم، وقد اعترف بأنه أقدم على تجريد الضحية من ملابسها واغتصابها بالقوة، قبل قتلها مبررا جريمة القتل بخوفه من افتضاح أمره من طرفها وجره للمحاكمة.
ووفق معلومات «الأخبار»، فقد وضع المتهم رهن الحراسة النظرية لصالح البحث الذي أشرفت عليه النيابة العامة، في انتظار عرضه على النيابة العامة صباح اليوم الأربعاء، لمتابعته بتهمة الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب والقتل العمد.
وأفادت مصادر موثوق بها الجريدة بأن الجريمة التي هزت أول أمس مدينة الزمامرة، خلفت استياء كبيرا لدى سكان المنطقة، بالنظر للظروف الاجتماعية القاسية التي كانت تعيشها الضحية منذ وفاة والدتها، حيث أصبحت وجها مألوفا بمركز المدينة، إذ كانت تتعاطى للتسول قبل أن تنصرف إلى مسكنها بالدوار عند المساء، قبل أن يتعرض لها الجاني الذي بلغ لتوه سن الرشد حيث أقدم على تصفيتها بطريقة بشعة ورميها في الخلاء.