علمت «الأخبار»، من مصادر جيدة الاطلاع، أن عناصر المركز القضائي بسرية تمارة أحالت، صباح أول أمس السبت، متهما وصف بالخطير يترأس عصابة إجرامية روعت ساكنة جهة الرباط والصخيرات تمارة تحديدا، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط. وقرر الوكيل العام إحالة المتهم على قاضي التحقيق من أجل تعميق الأبحاث معه حول التهم الخطيرة المنسوبة إليه، وهي تكوين عصابة إجرامية من أجل السرقة الموصوفة بالعنف وحيازة أسلحة نارية واستعمال ناقلة ذات محرك مع تزوير لوحاتها وعرقلة السير.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن خطورة العصابة الإجرامية، التي أطاحت عناصر الدرك بزعيمها المدبر لكل العمليات، استنفرت مصالح الدرك الملكي وعناصر الاستعلامات العامة بتمارة، حيث لازال البحث متواصلا منذ السبت الماضي من أجل الإطاحة بباقي أفراد الشبكة الخطيرة التي كانت تستهدف مرتادي الطريق الوطنية عبر نصب حواجز وأحجار كبيرة بالقرب من قنطرة عين عتيق ووادي الشراط والطريق السيار، وقد حدد المحققون هوياتهم بناء على التحريات المنجزة مع المتهم الرئيسي الموقوف منذ الأربعاء الماضي، قبل عرضه على النيابة العامة صباح أول أمس السبت، وايداعه سجن العرجات.
وحسب مصادر خاصة بـ«الأخبار»، فقد أسفرت التحريات المنجزة من طرف عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بتمارة عن أن المتهم الرئيسي الذي يتزعم العصابة يبلغ من العمر 26 سنة وهو صاحب سوابق قضائية متعددة بلغت ثلاث عقوبات قضى بسببها قرابة أربع سنوات بالسجن، حاصل على الإجازة في القانون باللغة الفرنسية ودبلومات عليا في تدبير المقاولات والتجارة والتسيير، قبل أن يجنح إلى احتراف الإجرام وترؤس عصابة إجرامية روعت ساكنة تمارة والمواطنين بالطريق الوطنية على مستوى عين عتيق والصخيرات وكذا الطريق السيار بين البيضاء وطنجة.
وكشفت التحريات ذاتها أن المتهم صاحب الشهادات العليا ازداد بالرباط ودرس بمدارسها الابتدائية والعليا مترعرعا بين أسرة مثقفة، حيث يشغل والده منصب موظف بوزارة الداخلية ووالدته إطار بالبرلمان.
وحسب مصادر «الأخبار»، تعود تفاصيل إيقاف المتهم، الذي أصيب خلال إيقافه بكسر على مستوى اليد، فيما نجح شركاؤه في الفرار، إلى الأربعاء الماضي عندما بلغ إلى علم مصالح الدرك الملكي بناء على اتصال هاتفي من أحد الضحايا، أن عصابة إجرامية تعترض سبيل المارة في أوقات متأخرة من الليل على مستوى عين الحياة بالصخيرات في اتجاه عين عتيق، عن طريق وضع حواجز وأحجار كبيرة من أجل سرقة الضحايا بعد انقلاب سياراتهم، حيث تراقب العصابة الوضع عن بعد من داخل سيارة من نوع «كليو» التي كانت تتناوب على مراقبة المكان بمساعدة دراجتين ناريتين مشاركتين في العملية، وفق توزيع محكم للأدوار بين أفراد العصابة بتوجيه من متزعمها، قبل الانقضاض على الضحايا مباشرة بعد انقلاب سياراتهم ويتم السطو على كل ممتلكاتهم.
ودخلت مصالح الدرك الملكي على الخط في الوقت المناسب وداهمت أفراد العصابة وهم في وضعية تلبس بتنفيذ إحدى هذه العمليات ليلة الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن إلحاق خسائر مادية بسيارتين نجح سائقاها في الفرار من قبضة العصابة عبر اختراق الحواجز والأحجار المنصوبة بالطريق من طرف المتهمين.