أسفرت الأبحاث القضائية المنجزة بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن إيقاف المشتبه فيه الرئيسي، بعدما كان قد لاذ بالفرار مباشرة بعد تسببه في مقتل الشاب «بدر» بمرأب مطعم شهير للوجبات السريعة، قرب فندق دوليز، بشارع لاكورنيش عين الذئاب بمدينة الدار البيضاء.
وكانت ساكنة الإقامات المحاذية للشارع اهتزت على وقع مقتل شاب سحلا من طرف عصابة تتكون من خمسة أفراد، فيما رجحت المسارات الأولى للبحث ارتباط الحادثة بخلاف عرضي تطور إلى جريمة مكتملة الأركان.
وبالعودة إلى تفاصيل الحادث، فقد كان الشاب بدر في جولة بكورنيش عين الذئاب، مغادرا بيته المتواجد بمنطقة بوشنتوف بدرب السلطان، إلى جانب أربعة من أصدقائه، في الساعات الأولى من يوم الأحد، وعندما هم بالدخول، رفقة أصدقائه، إلى محل للوجبات السريعة، فوجئوا بمداهمة خمسة أفراد يتزعمهم المشتبه فيه الرئيسي الذي تم اعتقاله بمدينة العيون.
وبعد ملاسنات، حسب حارس سيارات بعين المكان أدلى بتصريحات في الموضوع لجريدة «الأخبار»، تطور الموقف إلى عراك بالأيدي، ليلجأ المشتبه فيه الرئيسي إلى استخدام وسائل جرمية في الهجوم على الشاب بدر، الذي وجه إليه لكمة في الوجه، وأحد أصدقائه الذي أصيب بكسر في الأنف وجرح غائر أسفل العين، وكسر بالكتف، وبعدها عمد المشتبه فيه الرئيسي، بجانب أفراد العصابة، إلى سرقة الهواتف الخمسة الخاصة بـ«بدر» وأصدقائه.
ومباشرة بعد أن وجه المشتبه فيه الرئيسي لكمة مباشرة بواسطة قفاز يتوفر على مشبك حديدي حاد، للشاب بدر على الوجه، سقط مغميا عليه في الأرض بسبب ارتداد في الرأس الأمر الذي أفقده الوعي، واستغل المشتبه فيه الرئيسي حالة الضحايا بعد إصاباتهم في أنحاء متفرقة في الجسد، ليدهس الشاب بدر مرتين بعد إزالته للوحة الأرقام التعريفية لسيارته، ثم يسحله على امتداد أربعة أمتار بواسطة سيارة من نوع AUDI Q8، ليلوذ بالفرار بعد ذلك.
وقال والد الشاب بدر إن ابنه غادر البيت رفقة أصدقائه فقط من أجل توديعهم، إثر انتقاله المرتقب، خلال الأسبوع المقبل، لمواصلة الدراسة في الديار الأوربية بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في المغرب من كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، وبصدد مواصلة أبحاثه في مجال الهديروجين الأخضر في السويد.
وأفادت شهادات أساتذة الشاب بدر بأن الضحية كان يتمتع بحس أخلاقي عال وبتفوق في المجال الدراسي، بعد مشاركاته الدولية في مؤتمرات علمية ذات صيت عالمي.
من جهة أخرى، أفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني بأن الأبحاث والتحريات التي باشرتها الشرطة القضائية، التي كانت مدعومة بتقنيي الشرطة العلمية والتقنية، مكنت، بشكل أولي، من تحديد مكان السيارة المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة وحجزها بمدينة الدار البيضاء، قبل أن تقود الأبحاث المتواصلة إلى إيقاف المشتبه فيه الرئيسي بمدينة العيون رفقة صهره، الذي يشتبه في ضلوعه في ارتكاب أعمال المشاركة والتستر.
وأكد البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وإيقاف باقي المتورطين فيها، وكذا الكشف عن خلفياتها ودوافعها الحقيقية.